يقول فرانز ماكولا الانجليزي الذي كان مرافقا للجيش الايطالي في طرابلس عند إحتلالها ووقف علی فظائعها
" أبيت البقاء مع جيش لا هم له إلا ارتكاب جرائم القتل وإن ما رأيته من المذابح وترك النساء العربيات وأولادهن يعالجون سكرات الموت علی قارعة الطريق جعلني أكتب للجنرال (كانيفا) كتاباً شديد اللهجة فلت له : إني أرفض البقاء مع جيش لا أعُّده جيشا بل عصابة من قطاع الطرق والقتلة "
ويقول الكاتب الألماني (فون غوتبرغ) " أنه لم يفعل جيش بعدوه من أنواع الغدر والخيانة ما فعله الطليان في طرابلس فقد كان الجنرال كانيفا يستهين بكل قانون حربي ويأمر بقتل جميع الأسری سواء أقبض عليهم في الحرب أو في بيوتهم. وفي سيرا كوزه الآن كثير من الأسری الذين لم يؤسر واحد منهم في الحرب وأكثرهم من الجنود الذين تركوا في مستشفی طرابلس"
بينما يقول (هرمان رنول) المراسل النمساوي الحربي الذي كان علی الباخرة التي نقلت ألاف المنفيين الأسری الليبيين واصفا تلك الحالة
" في الساعة السادسة من مساء كل يوم تكبَّل هؤلاء المرضی بالحديد من اليد اليمنی والرجل اليسری ، حقا إن موسيقی هذه السلاسل تتفق مع "المدنية" التي نقلتها إيطاليا إلی أفريقيا. لا ريب أن الطليان أهانونا كثيرا فلم يكف أنهم أسقطوا منزلة أوروبا العسكرية في نظر أفريقية حتی شوهوا إسم النصرانية أمام الإسلام " ثم قال " قد قتل الطليان في غير ميدان الحرب كل عربي زاد عمره علی 14 سنة ومنهم من أكتفوا بنفيه ، وأحرق الطليان في 26 أكتوبر سنة 1911 - ماتلی من مجازر المنشية بعد معركة الهاني - حيا خلف بنك روما بعد أن ذبحوا أكثر سكانه بينهم النساء والشيوخ والأطفال ، وقد رجوت طبيبين عسكريين من أطباء المستشفی أن ينقلوا بعض المرضی والمصابين المطروحين علی الأرض تحت حرارة الشمس فلم يفعلا ، فلجأت إلی راهب من كبار جمعية الصليب الأحمر هو الأب (يوسف بافيلاكو) وعرضت عليه الأمر وأخبرت شابا فرنسيا أيضا ، لكن الأب (بافيلاكو) حول نظره عني ونصح الشاب بأن لا يزعج نفسه بشأن عربي في سكرات الموت وقال (( دعه يموت ..))
وقد بلغت الاحتجاجات والمظاهرات علی المجازر الإيطالية فلسطين وطرابلس لبنان وبيروت والشام وحلب حتی وصلت الهند وجاوا في أندونيسيا وثارت الجرائد المصرية والعربية وينقل شكيب أرسلان عن الإحصاء العثماني قبل غارات إيطاليا علی برقة وطرابلس بمليون ونصف المليون نسمة بينما الإحصاء الأخير في الثلاثينات يقول بأنه لم يبقی منهم إلا سبعمائة ألف ، أبيدوا في عشرين عام فقط بينما هاجر جزء منهم للخارج.
وللمجازر بقية بشهادات الغربيين والعرب وهذا لاشيء من البقية.