اهم الاخبار

كان_عباكم_على_امريكا

بقلم : 05 أغسطس 2020

#مقالات
#كان_عباكم_على_امريكا.. 
⁦✍️⁩ د .. محمد العماري 
 منذ انهيار حلف وارسو في موفَّى التسعينيات، والولايات المتحدة الامريكية تستعرض على شعوب العالم انها الاقوى والأجدر بقيادة العالم، غير مباليةٍ بمعايير اخلاق السياسة الدولية، ولا بالقيم الاخلاقية والاجتماعية والجمالية، اوهمتْ شعوب العالم انها هي التي هزمت منظومة الاتحاد السوفييتي وبالرأسمالية هزمت الشيوعية، الاتحاد السوفييتي اسقط نفسه بنفسه من خلال عدم قدرته الادارية، الشيوعية لم تقم اصلا حتى تتدعي امريكا انها هزمتها.
-   تطبيقات الشيوعيين لأفكار ماركس لا تبتعد عن تطبيقاتنا لأفكار معمر القذافي، مقولة البيت لساكنه مقولة تاريخية تعني قدسية الملكية لصاحب البيت،  طبًّقناها خطأ وخلقنا حزازات وكراهية بين الناس، سلطة الشعب موجودة قبل ميلاد المسيح، طبقناها بروح قبليةَ داحس وبروح جزب العصر، كانت الدعوة لتشكيل حزب في محلها، وتحريض الحقراء لإقامة دولتهم ايضاً في محلها، كنا قاصرين في إفهام الناس لهتين الدعوتين، مما سارع المبلسون في شرحهما الحاقد والشيطاني.
 -  سارعت الولايات المتحدة الامريكية بتفسير فشل منظومة الاتحاد السوفييتي لصالحها، برز الياباني (فوكوياما) بانتهازيته انه امريكي اكثر من الامريكيين، وقال بنهاية العالم وبظهور الانسان الجديد، وقال ان العالم يتحول نحو مجتمعات الرأسمالية الديموقراطية تقرباً لعائلة كلينتون ، علما بانه تراجع وقال نهاية التاريخ لا تأتي الا بنهاية العِلم، بالطبع ليس هناك من بصيصٍ في المنظور القريب بنهاية العِلم، الخلاصة ان كتاب فوكوياما مثله مثل كتاب ميكيافيلي صاحب نظرية (الغاية تبرر الوسيلة)، يقدمه لعائلة (ميديشا) الحاكمة في فلورنسا، كليهما تقدما بكتابيهما لمرضاة السلطة في واشنطن وفي فلورنسا.
 -  العنجهية الامريكية ليست جديدة ، فهي من قامت بإبادة الملايين من السكان الاصليين لقارة امريكا، وهي من القتْ القنابل الذرية على الشعب الياباني، في هيروشيما وناجازاكي ولم تكن مضطرة لذلك، فقط تريد ان تعلن للعالم انها الاقوى، والأنكى ان تسمح لنفسها بتصنيع اسلحة الدمار الشامل وتمنع على الشعوب صناعة اسلحة دفاعية، حرَّمتْ على المانيا تصنيع السلاح الدفاعي، وحرمت على اليابان ذلك ايضا، حرمت على ليبيا تدريس علوم الطيران للراغبين من ابنائها.
 -  الدولة التي تنمِّي الاخلاق والمثل العليا في الناس الغتها العقلية الامريكية، كما الغاها ميكيافيلي ونمىَّ سلوك الانتهازية والشخصانية الرومانية، جذَّر خوف الناس من السلطة وشجع الحاكم السيطرة على الناس، هو نفس الاسلوب تمارسه الولايات المتحدة الامريكية على شعوب العالم، دخلت افغانستان بصواريخها والسَّذاجة السعودية تدفع الاموال للأغبياء المسلمين يقاتلون في الوديان والجبال، ونرى بن عثمان يفتخر انه قاتل في جبال تورابورا برعاية المخابرات الامريكية.
  -  لان العربَ يحبون ان يكونوا تابعين اكثر مما يكونوا للتاريخ قارئين ، دعمت امريكا بنما ان تستقل عن اوروبا ولكن ذلك الدعم لم يكن مجانا، دخلت بشركاتها ومخابراتها مثلما دخلت العراق، واليوم يبدو انه حان نضج الثمر لتفرض اشتراطاتها على الليبيين، كيكي كرافت سوف تمتد يدها لتصل موظفي السياسة الليبية، سوف تجلسهم على الخازوق وسوف تخرج تركيا من ليبيا، وحتما يقبلون بالحل الذي تقدمه امريكا، يجب ان ينتبه مضيفوها على وجبة غذاء الكسكسي او الفتات او البزين اذا جاءت الى ليبيا، انها ربما لم تتعود بعد على اكل الحار .. اقصد فلفل الاكل فقط ). 
- المتقاتلون اليوم سيتعانقون غدا حباً جماً ويتأبطون الندامة اكلاً لماً، وتتباكى الامهات على قتلى ابنائها لا يبتعد عن مكاء حائط المبكى، بالطبع لا يدري من منا يعرف من هم شهداء ومن هم عملاء، على ارضنا اتراك وروس وفرنسيين وطليان وقطريين وإماراتيين، وهلمَ جرَّ..  
 - بلداً كان بالأمس اسداً مهاباً واليوم حملاً متأرنباً .. ما ضرَّ لو جظ الليبيون على نواجدهم وجلسوا جلسة الشجعان، تفاهموا على كل شيء، ونحن الشعب الطيب ملَّ قتلاً وتشريداً وجوعاً وعطشاً وضحكاً .....الخ، ويْحَكْمْ  فويْحَكْمْ من عار التاريخ لو حصل تقسيم ليبيا. 
  -  هذا المقال كتبته بقلم رصاص على قصاصات ورق، وانا في طابور البنزين من السابعة وعند العاشرة.. ثم قالوا  لنا لا توجد بنزين .. ربحت كتابة مقالي.