اهم الاخبار

مقتطفات من مقال "أردوغان والخطوط الحمراء"

بقلم : ⁦✍️⁩بول شاؤول 01 يوليو 2020

#مقتطف_من_مقال

#اردوغان_والخطوط_الحمراء

 

ما بال الأمة العربية تتناهبها الذئاب، من كل «لسنٍ وأمّةٍ»، ويتناهشها مجانين المشاريع الاستعمارية الجدد، وتمزّقها صراعات استنبتت من «عَدَم» التواريخ البائدة، والأعراض التقسيمية من مذهبية وإثنية، وترجرج خطير في حدودها حتى الاستباحة وانتقاص سيادتها.

اليوم، جاءنا «زائر» ولا كالزوار، من بلاد جمال باشا الجزار، ومن سلطنة احتلتنا خمسة قرون، تجسد فيها الانحطاط بكل أنواعه، وارتكبت جريمة إبادة مليون أرميني، وقامت بتجويع اللبنانيين، ما أدى إلى موت عشرات الآلاف منهم. كأنه يشبه الجراد.

أردوغان، لم يكتفِ باستحضار إرث العثمانيين وانكشارياتهم في بلادنا العربية، بل استلهم من باب النرجسية والتقليد «بازل» شخصيات مثيلاته القيصرية هنا، والنازية هناك، والصهيونية هنالك، فاقتبس من كل واحدة منها طرفاً يباريهم في طموحاتهم التوسعية الاستيطانية والاستعمارية.

إنه الآن يلعب في ليبيا اللعبة المحظورة يظنها «القرم» الأوكرانية، وفي إدلب يظنها «الجولان»، وفي العراق يظنه «الضفة الغربية»...

كما لو أن هذه أمور تقليدية، سبقه إليها أمثاله من طغاة العصر، ليستميل فئة ضالة يسمونها «حكومة الوفاق» أغراها المنحى التقسيمي، فارتمت في أحضانه، ليس فقط لإدامة هيمنتها على طرابلس، بل ليتوسع بسلاحه ومرتزقته وشذاذ الآفاق، والإرهابيين، و«الإخوان» و«داعش»، و«القاعدة»... إلى الأبعد: كل ليبيا، لاسيما سرت، المفتوحة على كل أوروبا، وعلى خاصرة مصر الغربية... ظنّ أن الطريق مُعبّدة ولا أحد قادر (أو يجرؤ) على مواجهة جنونه، مستهيناً بالمنحى السلمي ، لكن، ها هو الرئيس السيسي ، يرسم له خطوطاً حمر لجموحه الأعمى: حذارِ ! مدينة سرت!

إنه صوت مصر، يعلو عندما يهدد الخطر أمنها وأمن الأمة العربية، صوت مصر الذي التقتهُ لمواجهة هذا المستعمر ، مواجهتان عسكرية (وجيش مصر كامل الجهوزية) وسياسي: الدعوة إلى الحوار والحل السلمي للقضية الليبية .