اهم الاخبار

رسالة سياسية مفتوحة

بقلم : ✍️⁩أ.. أحمد الصويعي 27 مارس 2020

إن بلادنا الحبيبة ليبيا تعيش ،و تسير خطوة بخطوة على وقع مشروع تدميري ،و كارثي يعمل على تأكل مقومات الدولة الوطنية يطال مختلف المجالات ،و المستويات من الدولة ،و مؤسساتها إلى الخدمات الحياتية الضرورية للمواطن الليبي الأخاذة في التدهور المستمر وسط صراع ،و استقطاب حاد لا يخدم مصلحة الشعب الليبي بقدر ما يخدم مصالح الدول الإقليمية ،و الكبرى المتدخلة في الشأن الليبي...

كل ذلك يتم في ظل وجود خطة أممية لم تحقق أية تقدم حتى أصبح عملها كالأرجوحة تتحرك دون أن تصل إلى هدف في تكرار ممل لاجتماعات غير منتجة بسبب عدم العدالة ،و الإنصاف في التعامل مع أطراف الحالة الليبية خاصة أنصار النظام الجماهيري الذي تتأكد كل يوم صواب رؤاهم المناهضة للفوضى ،و اللاسيادة، و للعملية السياسية غير المنصفة في اجتماع جنيف الأخير الذي يعد بشهادة كل المحللين ،و المراقبين قد فشل فشل كبير أدى لاستقالة رئيس البعثة الأممية لليبيا الدكتور غسان سلامة و ليس لأسباب صحية كماهو متداول في وسائل الإعلام حيث أنني أذكر أول اجتماع لسلامة مع أنصار النظام في القاهرة بفندق الماسة قال إذاً لم أتمكن من وضع حل للأزمة الليبية سوف استقيل...
رغم تمسكنا بمبدأ الحوار لحل الأزمة تحت مظلة الأمم المتحدة إلا أن التعاطي الانتقائي ،و بمعايير لا تتناغم مع بيئة المشكلة الليبية سيزيد من تفاقم الأوضاع ،و قد تدخل البلاد لطور حرب شاملة لا ينتصر فيها إلا القوى الكبرى المتكالبة على خيرات الوطن...

الأمم المتحدة
لن يجني شعبنا أي نتيجة إيجابية من إعادة إحياء اتفاق الصخيرات الفاشل بصورته الاحادية سوف يزيد من عجلة تردي الأوضاع ،و تكريس الفساد ،و إعطاء السراق فسحة لنهب المزيد من المال ،و الوقت من عمر الشعب الليبي ،و لتمكين العملاء الذين جاءت بهم طائرات الناتو الذين ترعرعوا في دوائر المخابرات الأجنبية لكي تبقى هذه الشلة متسلطة على الشعب الليبي.
رغم جلاء الحقيقة للقريب ،و البعيد إلا أن تمسك الأمم المتحدة بتجربة الصخيرات التي أثبتت فشلها ،و عدم جدواها يضع الكثير من علامات الاستفهام ،و التعجب على قواعد العمل ،و التأطير غير المدروس للحالة الليبية المعقدة ،و هذا يُبين صدق ،و صحة موقفنا الرافض لمخرجات الاتفاق السياسي ،و يؤكد ضرورة تصفير الطاولة ،و ولوج مرحلة إعادة تأسيس الدولة من خلال دخول الجميع في العملية السياسية ،و على قدم المساواة بين كل الأطراف بعيداً عن العنف، و الإقصاء ،و التهميش...
عليه إن كل من قدم مصالحه الشخصية عن الوطن فهو مشارك في شرعنة الباطل ،و عليه وزر النتائج التي آلت إليها ليبيا من انتشار للفقر، و الجهل ،و المرض ،و القتل ،و التهجير ،و انتهاك حقوق الإنسان ،و تبديد للثروات ،و المقدرات.

أيها الليبيون
لقد كشفت لكم سنة 2020 عن انيابها مبكراً و أنتم تعيشون في أتون كبوة مأساوية جعلت البلاد و العباد في مهب الريح و مكنت أهل الشر من اعناقكم شرقاً ،و غرباً فلا خير يرجى من دمى صنعها الاستعمار الذي يمهد لرسم اصطفافات سياسية جديدة بقيادة فتحي باشاغا ،و لكن لم يكتب لها النجاح بسبب تضارب المصالح بين معسكري فبراير حيث جاهر كل منهما بظلمهما ،و فسادهما ،و تسلطهما على الشعب الليبي المغلوب على أمرهِ
إذاً لم تتحرك القوى الشعبية لتحديد مصيرها فسوف تستمر اللعبة في قطف أعماركم ،و أعمار شبابكم ،و حصد مقدراتكم انتصروا على الفتنة بإعلاء الحق ،و إنهاء الظلم ،و طي هذه المرحلة البغيضة من تاريخكم الذي كان مرصعاً بالمجد،و الكبرياء ،و السلم ،و الوئام الاجتماعي.

إن القاع القاسي الذي ارتطمتم به عند الوقوع في حبائل المؤامرة هو الذي سيجعلكم أكثر صلابة لإعادة بناء دولتكم من جديد من خلال تطوير ذواتكم، و الابتعاد عن الأنانية التى لن تسهم في بناء الوطن...

لا خير يرجى من أشباه الساسة الذين يتهافتون على عملية سياسية متآكلة ،و متهالكة على الشعب الليبي أن يحسم أمره، و يلفظ كل مخرجات الباطل من أجل أن يستعيد شعبنا حريته، و استقلال إرادته في ظل ليبيا واحدة آمنة مستقرة بعون الله تعالى سيقرأ العالم تباشير الوعي بالحق، و سينتهي، و ينجلي الظلم عن المظلومين مهما طالت الطريق.

أيها الشعب الصامد
اعقد العزم على نبذ الفرقة، و أكاذيب العملاء، و خزعبلاتهم لقد حان وقت رتق النسيج الاجتماعي، و رص الصفوف، و توحيد الكلمة لدحض الزيف، و العودة لطريق الحق انتهاجاً من كتاب الله يقول المولى تبارك و تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))، [آل عمران: 200].
بالثقة في ذاتكم ستفلحون في توحيد البلاد، و أبعاد الأجندات الإقليمية، و الدولية عن الوطن ،فالله معنا، و لن يتركنا لقمة سائغة لاعداء الحياة، و الخير، و النماء.