اهم الاخبار

حقيقة 7 ابريل ..ثورة الطلاب

يروج اعداء ثورة الفاتح من سبتمبر ان السابع من ابريل عنوان القمع حيث تم في يوم 7 ابريل عام 1976 اعدام وسحل وقتل الطلبة بالمئات في جامعة طرابلس وبنغازي .. وهذا كذب وزور وتزوير ، و لا يمت للحقيقة بصلة ، ففي السابع من ابريل حدث حراك طلابي سلمي ، وهذه تفصيلات وقائعه ،واتحدى ان يثبت أي كان خلاف ذلك .

لقد كانت ثورة الطلاب في السابع من ابريل استجابة لتحريض القائد رحمه الله لإبعاد الجامعة عن الصراعات السياسية ،وتفرغها لدورها الاساس وهو تعليم الطلاب واعدادهم لقيادة مسيرة النهضة والتقدم .
بعد تفجر ثورة الفاتح مباشرة ، حاولت مجموعات سياسية متعددة ، خاصة الشيوعيين والاخوان المسلمين الاستفادة من الحدث والقفز الي السلطة على اعتبار ان من قام بالثورة هم ضباط صغار ولا خبرة لهم بالسياسة ويمكن ازاحتهم بسهولة ، لكن الثورة كانت عملية منظمة وذات محتوى فكرى قومي ولها برنامج واضح ، فاتجهت تلك الجماعات السياسية الي استغلال الوسط الجامعي لتنظيم حملة ضد ثورة الفاتح ،والتي تم احتوائها جزئيا بإعلان الثورة الشعبية في مدينة زوارة عام 1973 بعد لقاء واسع في المدينة الرياضية المغلقة بنغازي في شهر فبراير 1973 . انخراط اغلب القيادات الطلابية بما فيها تلك التي كانت تتبنى موقفا معاديا للثورة في تكوين اللجان الشعبية بالكليات والجامعات . لكن مؤامرة المحيشى عام 1975 اعادت الصراع الى الجامعة سواء من خلال الضغط على الطلاب اثناء التدريب العسكري العام لتحريضهم على مواجهة الثورة ،او بالتسلل الى قيادات الاتحاد الطلابي والسيطرة عليه ، انتخابات اتحاد الطلبة عام 1975و التي تمت بحرية ونزاهة في كل مؤسسات التعليم المتوسط والعالي حيث تكون لأول مرة في ليبيا اتحاد عام للطلبة على اسس ديمقراطية حقيقية ،و افرزت قيادات طلابية موالية للثورة ماعدا بعض كليات جامعة بنغازي ، حيث تمكنت مجموعة تنتمى اجتماعيا الى مدينة مصراته متحالفة مع بقايا الشيوعيين فى الجامعة من التسلل الى الاتحاد خاصة في كليات القانون والاقتصاد والآداب ، ونظمت عدّة مناشط معادية للثورة في محاولات لجر الثورة الي معركة في الجامعة ، عندما وصلت الامور الي الاستفزاز الشخصي والتحرش بالطلاب الثوريين ،قرر بعض الطلاب الثوريين التصدي ومواجهة تلك المجموعات ، نهاية ديسمبر 1975 اصطدم بعض الطلاب الثوريين بالعناصر المعادية وطردوهم من الجامعة بعد عراك بالعصى والأيدي ولم يصب احد ،ولأن بعض القيادات الثورية التي اشتبكت مع تلك العناصر تنتمى اجتماعيا الى منطقة سرت وسبها وهراوة ،قام الطلاب المعادون للثورة بحملة دعائية جهوية لاستنهاض الطلاب، وتحججوا بدريعة ان مجموعات من العسكريين هجموا على الطلبة ، وبداءوا في الاعداد لردة فعل ،الحدث الاول كان يوم الخميس 31.12 1975 على ما اذكر ،يوم السبت فوجئ الطلبة من منطقة الوسط والجنوب بهجوم استهدف اشخاصهم على الهوية وتعرضوا للضرب المبرح ، احتمى بعضهم بالمكاتب ، تصاعدت المواجهة وخرج بعض الطلبة في مظاهرة الى وسط البلد بتحريض من القيادات الشيوعية .. احرقوا مقر اتحاد المنتجين ومقر الاتحاد الاشتراكي العربي باعتبارها ترمز الى الثورة ، لم تتم مواجهتهم من قبل الدولة وتمكنوا من تعبية رابطة الجامعة الطلابية في بنغازي ضد الثورة ، كان الاتحاد العام للطلبة قد تشكل دون مشاركة رابطة جامعة بنغازي واختير الشهيد الصديق د.عبدالقادر البغدادي رئيسا له ،كان طالب اسمه خالد الترجمان امينا للاتحاد في رابطة جامعة بنغازي ، شنت وسائل الاعلام الغربية المعادية لثورة الفاتح حملة دعائية محمومة في الخارج على اساس ان الثورة تقمع الطلبة وتقتلهم ،لكن اغلب الطلبة في الخارج لم يتأثروا بتلك الدعايات و شكلوا فروعا لاتحاد الطلبة وكانت اغلب قياداتها من العناصر الوطنية.
في محاولات لاستفزاز الدولة ،تدخلت الرابطة الطلابية في جامعة بنغازي في شؤون الادارة وحصل احتكاك بينهم وبين ادارات الكليات ،الطلاب الثوريين راءوا ان الامر لا يحتمل وكثفوا نشاطهم لإسقاط الرابطة الطلابية ،في شهر مارس استفز مقرر الرابطة الطلابية طلبة كلية القانون من مدينة الزاوية بإهانته لعميد الكلية الدكتور عمر مولود الذى ينتمى الى الزاوية وقرروا اسقاط وحدة كلية القانون التي ينتمى لها امين الرابطة بالجامعة ،
يوم 4 ابريل 1976 اجتمع طلاب كلية القانون في مدرج الكلية واسقطوا الوحدة وانتخبوا ادارة جديدة من الزاوية منهم الهادي امبية والهادي حامد ومختار القناص وحسنى الوحيشى .. وهكذا بداء العد التنازلي للرابطة المتمردة على الاتحاد .
يوم 5 ابريل التقى القائد جماهير مدينة سلوق والقى خطابا دعي فيه الطلبة الى تطهير الجامعات من العناصر المندسة واليمين الرجعى الذى يريد ان يستغل الجامعة لعرقلة التحول الثوري. كان خطابه موجها للطلاب دون استثناء ،
في نفس الليلة انطلقت مسيرة طلابية من بيت الطلبة في الفويهات وذهبت الى الجامعة.. وكانت مناسبة لإعلان الثورة الطلابية
في جامعة بنغازي يوم 6 ابريل تحركت مسيرات طلابية في الجامعة دون اية مواجهات ،وتشكلت لجنة للطلائع الثورية من جميع اعضاء هيئة التدريس ومندوبين عن الكليات ، ذهب وفد من اللجنة لدعوة القائد لزيارة الجامعة ولبى القائد الدعوة وحضر يوم 7 ابريل والقى خطابا تاريخا اكد فيه على اهمية تطوير التعليم والتوسع في بناء الكليات في كل المناطق . ثم التقى بلجنة الطلائع الثورية التي اختارت الدكتور الهادي ابولقمة لرأستها والاستاد ابراهيم بكار والاستاد سالم الشيباني مقررين ،ثم اختير الدكتور عبدالله الميهوب ومن بعده الدكتور عبد الحفيظ الزليتنى وبعده الدكتور ميلود الحاسية ،في نفس الوقت قامت الاجهزة الامنية باعتقال عدد من الطلبة الشيوعيين وبعض العناصر الاخرى.
لم يحدث أي صدام في جامعة بنغازي في 7 ابريل او بعده طيلة عام 1976 ..واتحدى أي كان ان يثبت غير ذلك لان هذا حقيقة ما حصل .
انهمكت لجنة الطلائع الثورية في مناقشة تطوير المناهج وتثوير قانون التعليم ولعل المحاضر الخاصة بتلك اللجنة لازالت موجودة .
في جامعة طرابلس تجمع الطلاب في ساحة كلية الهندسة تلبية لخطاب سلوق ،وحضر عبد السلام جلود التجمع والقى خطابا حماسيا ، بعض الطلبة الشيوعيين استفزوا الحشد الطلابي وقاموا بقدف الحجارة لكن تدخل الامن منع الطلاب الثوريين من ملاحقتهم وإيذائهم وتم اعتقال بعض قياداتهم افرج على اغلبهم بتدخل من السيد محمد الحجازي وعبد السلام جلود ،وكانت الخسائر عبارة على جروح ورضوض بسيطة لعدد 8 طلاب حسب ما هو موثق ومدون .
القول الاكيد انه خلال 7 ابريل وطيلة عام 1976 لم يتم التعرض لأى كان في الجامعات او غيرها من مؤسسات التعليم لكن 7 ابريل 1977 نفذ حكم الاعدام في ثلاثة اشخاص ليبيين وشخص مصري تبث تورطهم في تفجير في ميناء بنغازي ،وحرق مبنى الاتحاد الاشتراكي واتحاد المنتجين بمن فيه من موظفين حيت اعتبر شروع في القتل العمد، كل من اعدم في ذلك اليوم لم يكونوا طلابا بل مدانين بأحكام قضائية مدنية، ولم يعدموا فى الجامعة بل فى مسرح الجريمة وهو ميناء بنغازي ومقر الاتحاد الاشتراكي .
هذه هي حقيقة 7 ابريل دون زيادة أو نقصان .
لقد كان 7 ابريل حدث مهم مكن من تطوير التعليم وابعد المؤسسات التعليمية عن اتون معارك الاحزاب ، واعتقد ان ما يجري اليوم في الجامعات يبين اهمية السابع من ابريل..