اهم الاخبار

#منصات_جماهيرية إليكم جميعا

بقلم : 26 أبريل 2020

 

⁦✍️⁩ الفارس الليبي 

الأرض تضيق عليهم بما رحبت ، والحقد تغلغل في قلوبهم حتى ضلت ، و أستسلمت نفوسهم لشيطانها الذي يوسوس لها حتى فقدت البوصلة ..
كأبليس الذي أعماه الكبر حتى طرد من الجنة ، كالسامري الذي أعمته الضلالة حتى تاه لامساس ، كأبولهب الذي أعماه الحسد حتى أنتهى ضالا ما أغنى عنه ماله وما كسب ، هم هكذا أوغلوا في الظلم ، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم ، ولم تكفهم فاتورة الدم التي طالت كل شارع وبيت ، ولم يسلم من أيديهم طير أو حجر أو شجر ، ولم يردعهم عيب أو عار أو حرام ، ولم توقظهم صرخات الشرف الذي أنفضت بكارته في سهرات المجون ، ولم تحركهم أنات الوطن الممزق تحت أحذية الصليب ، وجغرافيا شبعت من طوابير المقابر ، وتاريخ خجل من كتابة صفحاته المكللة بالزور والذل والهوان ..
تسع عجاف ولم يشيدوا سوى أسوار الزنازين ، ولم يتقنوا سوى أساليب العذاب ، ولم يضعوا في حساباتهم سوى المال الحرام ..
أصبحوا رهينة لمن أستخدمهم كدمى رخيصة ، وأدمنوا العمالة لمن جندهم كمرتزقة مأجورين ، وغرقوا في الخيانة حتى في أهلهم كفاقدي أنتماء وأصل ، وباتوا بلا عقل يعي ولا ضمير يصحو ولا قلب يتدبر بل عليها أقفالها ..
يطاردون كل أمل ، يشوهون كل حق ، يقتلون كل خير ، يتتبعون أثر كل فجر ، فقد ظنوا أن لن يقدر عليهم أحد ، كأمم تجبرت وأخذتها العزة بالأثم ، حتى أخذها الله أخذ عزيز مقتدر ..
وبعد أن قتلوا الكثير عمدا في السجون وأمام الأشهاد ، وصبوا حمم النار على الأمنين في بيوتهم ، ونشروا الرعب في الشوارع الأمنة ، ومارسوا السادية بكل أساليبها ، وساهموا في خلق جيل معاق الأطراف والعقل والفكر ، هاهم يتتبعون ذلك السيف الذي يجمع عليه البسطاء والطيبيين والمظلومين وذوي العقل والبصيرة ، كما تتبع سادة قريش المتخمين بالمال والسلطة أثر النبي الكريم لقتله في الغار .. وكأخوة يوسف الذين تأمروا عليه في البئر ..
الملثمين بسياراتهم المصفحة وبأوامر الصليبي الحاقد وبالمال الخليجي الحرام ينتشرون في الجبل ، لمحاولة رصد مكان سيف الإسلام ، فهو الورقة التي ينتظرها الشعب المكلوم بعد أن أتضحت له الصورة الكاملة ، وبعد أن تحقق خطابه بالكلمة والحرف كأنه نبؤة سبقت أوانها ..
المسئولية ملقاة على الجميع ، من قبائل الزنتان التي تسجل لنفسها أنها عاملت سيف الإسلام معاملة حسنة ، حتى مؤتمر القبائل الذي بحكم مافيه من حكماء راشدين أفرزتهم الأحداث وأنضجتهم التجربة والذين يعرفون خطورة هذه المغامرة الشيطانية التي تسعى لوأد الحلم والأمل ، حتى الكوادر المسلحة التي دفعت مهر الوطن ليعود سيرته الأولى أن تجهض هذا العمل الجبان بكل الوسائل .. فأنتم الحواريون في زمن الردة ، وأنتم الأنصار في زمن الهجرة ، وأنتم الحكماء في وقت الفتنة ، وأنتم سيوف الله في وجه حزب الشيطان .. فأنتبهوا وتحملوا مسئولياتكم وحافظوا على عهدكم وأحموا الوطن وسيوف الرمز الذي حمل روحه على كفه خمسين عام لأجل أن يثأر لرفاق المختار ومعذبي العقيلة وروح معيتيقة ومظلومي المنافي .