الوطن .. وطريقه
نحن عندما نستحضر محطات الماضي من مواجهة جحافل إيطاليا حتى طرد قواعد أمريكا وبريطانيا حتى إسقاط المقاتلات الأمريكية في خليج التحدي ونهاية بالصمود الأسطوري في مواجهة الناتو . لانقصد معايرة الأخرين أو البكاء على الإطلال أو العيش في الماضي .
لكن نريد أن نرسل رسالة أنه بالإمكان أن نكون نحن . أن نكون ند . أن نقول طز .
بالإمكان أن نصنع الانتصار بأيدينا . بالإمكان أن نصنع الغد بسواعدنا .
بالإمكان أن نواجه الأزمات لوحدنا . بدون خارج . بدون خضوع . بدون ناتو . بدون الغير . بدون استجداء .
القوة تكمن في الذات . والفعل يكمن في الإرادة . والنصر يكمن في الإيمان .
التاريخ ما نكتبه بتضحياتنا . لا بدموعنا وركوعنا وخضوعنا
الشرف ما نخطه بدمائنا . لا باستجدائنا واستغاثتنا وتبعيتنا
الوطن ما بنيناه بسواعدنا . لا بالصدقات والمساعدات والتبرعات
لا يوجد مستحيل . فالله أخبرنا ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله )
لو الخارج يصنع مستقبل لصنعه أصدقاء ليبيا
لو القوة تحقق أمان واستقرار لحققه الناتو
لو الدموع تحقق تاريخ لكان شلقم وإيمان من أبطاله
التاريخ يمجد المختار لأنه وقف ببندقية بوصوانه في مواجهة جحافل إيطاليا المدججة بالدبابات والطائرات . وكتب العار على الشارف لأنه تحالف مع تلك الجحافل وخشى من مواجهتها وطأطأ الرأس لها وظن أنها ستجلب الخير والأمان ورغد العيش . فجلبت لأهله المشانق والمعتقلات والنفي والقواعد والإهانة .
التاريخ يمجد صدام لأنه رفض الانصياع لأوامر أمريكا وواجه أساطيل العدوان الثلاثي بأسلحة متوسطة وسطر جنوده ملاحم القصير والفلوجة والمطار . بينما يلعن كل يوم الجلبي الذي دخل بغداد على دبابة أمريكية ورفع علمها وظن أنها ستجلب الخير والحرية والرقي فجلبت له أبوغريب وداعش والمجازر والتقسيم .
التاريخ لا يصنعه الخضوع والبكاء وجلب أساطيل الخارج . بل الاعتصام بالله والثقة في النفس والاستعداد للتضحية .
لأن الإرادة هي من تصنع الفعل لذلك طردنا خمس قواعد استعمارية كانت تسيطر على منطقة شمال أفريقيا بمجموعة ضباط أحرار فقط
ولأن الإيمان هو من يصنع الانتصار لذلك أسقطنا أحدث المقاتلات الأمريكية وركعنا إيطاليا الفاشية ومزقنا ميثاق أمم الرعب العالمي .
ولأن الثقة في النفس هي من تقهر المستحيل تحررت جنوب أفريقيا وحكمها سجين الأمس . وتحررت الجزائر وحكمها مطاردين الأمس . وانتصرت معظم حركات التحرر في العالم وأصبح يفرش لهم البساط الأحمر من قبل مستعمري الأمس .
أنتصر على خوفك . ثق في نفسك . أعتصم بربك . أمتشق سلاحك . وحتما ستنتصر بشرف وعزة وكبرياء وكرامة . أما ماعدا ذلك فهو لهث خلف السراب وجري وراء الوهم وجلب لعباءة العار والجبن والخيانة والردة