اهم الاخبار

شريعة الذئاب..بقلم / أحمد الصويعي

بقلم : 14 مارس 2020

 

شهدت الحقبة الأولى من القرن الحادي ،و العشرين حروب متلاحقة حيث كانت محطة البداية من الحرب التى شنتها أمريكا ،و بريطانيا على أفغانستان و التى جاءت وفق التصور الأمريكي ،و البريطاني بأنها رد فعل إزاء أحداث 11 سبتمبر و في سنة 2003 قامت أمريكا على رأس قوى دولية باحتلال العراق بحجة امتلاكها لاسلحة الدمار الشامل سرعان ما تلاشت تلك الأكذوبة ،و غييرت أمريكا دعايتها الحربية عندما بدأت تشيع في وسائل الإعلام إن الحرب تخوضها من أجل تحقيق الديمقراطية ،و الحرية على حد تعبيرهم...

عقب سقوط بغداد في قبضة الاحتلال عمل على تمزيق وحدة كيانها الجغرافي ،و الاجتماعي ،و أشعل حروب مذهبية ،و عشائرية حينها اصطدم الشعب العراقي بفخ الغرب ،و زيفهم فبدأت واضحة السياسات الأمريكية الرامية لتجريد العراق من هويته العربية اتسم المشهد العام في العراق بالانحدار ،و التراجع السياسي ،و الثقافي ساد الفقر ،و الرذيلة و تفشي مظاهر العنف ،و أغرق العراق في التناقضات الداخلية التى جعلتها دولة فاشلة بكل المقاييس...

من هنا تبدأ فصول شريعة الذئاب باستبعاد قطاعات واسعة من أبناء المجتمع العراقي بحجج الاقصاء الطائفي الذي لعب عليه الغرب كثيرا فماجرى و يجري في ليبيا سنة 2011نسخة مشابه للعراق مع اختلاف الوضع الاجتماعي الليبي في ذات الظروف القاتمة استيقظت الجهوية ،و العصبية ،و الميليشيات المسلحة، فالقوى التوسعية بدلت استراتيجياتها في ليبيا لبعث إيحاء للرأي العام بأنها ثورة شعبية لكي لا تسقط في مهدها ،و هي في حقيقة الأمر مؤامرة دولية متكاملة الاركان ،و دليل ذلك المآلات التى آلت إليها ليبيا التى انتشر فيها التطرف ،وعصابات الجريمة المنظمة ،و الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا بالإضافة لهذا انتشار المعتقلات السرية ،و المعلنة التى بها الاف من الليبين ،و الليبيات الذين تصدوا للحلف الأطلسي ،و أعوانه ،و كذلك التهجير القسري في الداخل ،و الخارج وسط اصرار المجتمع الدولي على السير في سياسة التعالي عن الحقيقة ،و التحيز لما يسمى بالتيارات الاخوانية ،و أدواتها الإرهابية غير آبه بصوت المجتمع الليبي الذي يرفض هذه التنظيمات التى خربت نسيجه الاجتماعي ،و افسدت حالة الوئام المجتمعي الذي كان سائدا في ليبيا.

إننا نقف أمام تحدي كبير كيف يمكننا التغلب على شريعة الذئاب ؟؟
و وضع آليات دفاعية تمكننا من مواجهة الإرهاب ؟
إن هذين السؤالين من شأنهما تبديد حالة الالتباس التى تحجب رؤية الضوء في اخر النفق المظلم على البعض إن الأوضاع الراهنة تفرض علينا تقوية الوحدة الوطنية ،و العمل على إعادة دمج المجتمع في بعضه البعض ،و تجاوز الأثار المترتبة عن العدوان الخارجي ،و إيجاد السبل المناسبة لتحرير المواطن الليبي من سلطة الخوف ،و القهر ،و اطلاق العنان للطاقات الاجتماعية كوسيلة لتقدم ،و تحقيق آمال المجتمع المعلقة منذ خمس سنوات من العبث، و الطيش لا يتحقق ذلك إلا بفك قيود الجماهير ،و إرادتها المصادرة من قبل الميليشيات بقوة السلاح لكي تحظى بفرصة تزكية الحاضر من الشوائب التى علقت به للمضي نحو هدف وطني واحد تراه هو المستقبل

من خلال فهم ضرورات المرحلة الحالية ،و ادراك حجم التشوهات التى طالت البنية الاجتماعية التى سيطر عليها التراجع الاخلاقي الذي ينهش وعي المجتمع ،و وجدانه في ظل تفشي المادية ،و الغرائزية ،و الآنا المفرطة ما أحوج بلادنا الحبيبة ليبيا لدور الجماهير لخدمة مشروع وطني تحرري إنساني روافده الثقافة الجمعية للمجتمع كونها ممتلئة بالتاريخ الذي تستمد صيرورتها منه لإزالة رواسب سياسة شريعة الذئاب التى ينتهجه الغرب ضدنا لتقطيع اوصالنا ،و وحدتنا المجتمعية إننا في هذا التوقيت في حاجة لنظر في البوصلة للاسترشاد بها في استعادة هيبة الوطن ،و تخليص الجموع من اصفاد الكبت السياسي التى ستكون الملهمة في صنع التحولات السياسية الكبرى ببعدها الاقتصادي ،و الاجتماعي ..