#مقالات
أ ..عبدالسلام سلامة
# أ # و # ر # ا # ق # بالمناسبـــــة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[. 1. ]. ... على مذبح " الحُب " سقط ضحايا كُثر بين ميت ، ومجنون ، ولم يستمعوا لنصيحة ( ابن الفارض ) الذي قال لهم " الحُب أوله سقم ، وآخره قتل ..
وعلى مذبح " سوق العمل " سقط ضحايا بالآلاف وفقد آخرون صوابهم ولم يجدوا عملا يسدون منه رمقهم ..
ثم جاء المفكر معمر القدافي وقال لهم : أيها الكادحين لاتدعوا الحذاق يضحكون عليكم كل الوقت ، وأعلموا ( ان الاجير هو شبه العبد للسيد الذي يستأجره ، بل هو عبد مؤقت وعبوديته قائمة بقيام عمله مقابل أُجرة من صاحب العمل )..
[. 2. ]. ... وعقب هذه الصرخة تحول العمال في ليبيا الى خانة المنتجين لما يقارب الثلاثين عاما مع أخطاء في التطبيق، وهذه ليست مشكلة كبيرة لانها مرهونة بالوقت ، ثم { عادت حليمة لعادتها القديمة } وهذه هي المشكلة التي تتعمق بمرور الوقت..
ثم وصلنا الى ليبيا { الحديثة } التي فيها حتى وانت تعمل عليك ان تذهب كل صباح لتمارس عادة البكاء على اطلال خزينة خاوية ماعادت تُطعم من جوع..!
[. 3. ]. ... والكلام عن سوق العمل وعرق العمال والكادحين فقد قال المفكر معمر القدافي ان الانتقال من خانة الأُجراء الى خانة الشركاء لايمكن المساومة عليه أو التهاون فيه طال الزمن أم قصر لأن فيه ( فك رقبة ) من براثن الموت ..
أما في سوق الحُب فقد قال " واسيني الاعرج " ( الحُب هو الخطيئة الوحيدة التي يغض الله الطرف عنها ) ، وهذه حقيقة اكدتها " وقائع " شيوخ كبار حبوا وهم في ارذل العمر ، وأخرسوا الفنانة شادية التى صدعت رؤوسنا وهي تغني { القلب يحب مرة ، مايحبش مرتين } ، والعمل ابداع ، والحب انواع ، هناك حب بالبطن ، وهناك حب بالقلب ، وهناك حب الوطن الذي قال فيه عازف الكمان الاسباني الشهير { بابلو كاساليس } : حب الوطن شيء جميل ولكن لماذا يجب ان يتوقف الحُب عند الحدود ؟
[. 4. ]. ... وقبل اكثر من قرنين ونصف رفع السيد { ماركس } يده اليسار وهو يغني ( الشاطر يرفع ايده ) في اطار ترويجه لشعاره الشهير " ياعمال العالم اتحدوا " ، فأتحد من أتحد ، وأُخذ على حين غرة من أُخذ ، وحين ادرك عمال شيكاغوا عام 1848 حجم الظلم الواقع عليهم ، وسرقة جهدهم من قِبل ارباب العمل تظاهروا ، فطرّم أرباب العمل شواربهم ، وتدخل البوليس لصالحهم ولاحق العمال الغلابى بالهروات البدائية الغليظة ، فسقط منهم العشرات ، وصار لهم يوم يتعاطف فيه العالم معهم ليس اكثر ، وهو يوم 01 ــ 05 ـ ، أي يوم التدليس كما كنا نقول وماعدنا نقول ..!
[. 5. ]. ... ولأنــه بين عيد الحُب ، وعيد العمال ، خيط رفيع، فقد أسدى المقاوم الصلب { تشي جيفارا } نصيحة للمرأة قائلا " لاتعشقي يساريا سينساك ويفكر في العمال والكادحين ، وسيحدثك في ليالي الرومانسية عن الأرض والخبز والسلام "..
وهذا الكلام لايتوافق وحقيقة مدير المدرسة " كارل ماركس " الذي أغوته { جيني فون } وماأنفك يُقبّل قدميها فبادلته الحب حتى وهي من أسرة ارستقراطية ، وهو كادح ( يفلي القمل ) ، وقبلت ان " يغديها خبز وزيتون ، ويعشيها بطاطا }..
[. 6. ]. ... " تشي جيفارا " لم يكن يعلم الغيب ، ولو قُدِّر له ذلك لعلم ان دولة اسمها ليبيا ــ وعلى بُعد نصف قرن من وفاته ــ ستصل مرحلة يصير فيها الحديث عن الارض ، والخبز ، والسلام ، حديثا لامعنى له ، فالأرض حُرقت ، والخبز سُرق ، والسلام صار من الأحلام ، بعد ان تكسرت النصال على النصال ، في وطن عبـــر ذات يوم من خانة العمال الى فضاء المنتجين الآمن ، ثم لووا عنقه وأجبروه على العودة الى الوراء عقودا ليظل تحت رحمة السراق ، وشداد الآفاق، والمرابين ، والحرايمية ، لوقت قد يطول..!
[. 7. ]. ...نحن الآن دولة ، أو قُل تفاؤلا شُبه دولة لاعلاقة لنا بعيد العمال وقد صرنا دولة بلا عمال ، ولاعلاقة لنا بعيد المنتجين .. دولة مقطعة الأوصال ، بعد ان أستأصل البغاة " رحم " الإنتاج فيها ، ولاعلاقة لنا حتى بعيد الحُب بعد ان صرنا نشيد كل يوم " مجسما بشعا " للحقد والكراهية..!
نحن صرنا شعبا مقهورا يخوض حرب الثلاث وجبات وفشل فيها ، وبالكاد يتحصل ــ في ظل هذه الظروف الصعبة ــ على وجبة يسد بها رمقه..!
نحن شعب يُحارب ــ مكرها ــ على ثلاث جبهات { جبهة الوفاق ، وجبهة الكرامة ، وجبهة كورونا }..!
[. 8. ]. ... أيها الشعب.. لقد ضاق الحال ، ولكن :
( إذا ضـــــاق بك الأمــــر فقُــل ....... أشتدي أزمة تنفرجـــــي )..