اهم الاخبار

منصات جماهيرية..من الأجد الأن

بقلم : ⁦✍️⁩فايز العريبي 17 يوليو 2020

 عندما كتب ذلك الشاب القائد الذي لم يتجاوز عمره آنذاك 27 عاما ، كتب البيان الاول صبيحة فجر الفاتح العظيم ، وعكس فيه مستوى وعيه التاريخي والسياسي والثوري الى حد التفريق بين جهاد احمد الشريف السنوسي وبين عمالة ادريس السنوسي في ذلك البيان الدستوري العظيم بكل مفرادته وجمله وإبعاده العميقة ، كان يدرك ذلك الشاب المدخل الصحيح لقيادة ليبيا الذي استطاع أن يفكك شفرتها بوعي استراتيجي بعيد المدى ماضيا ومستقبلا ، كان يحمل رؤيته المفردة والمتفردة التي عكست نضوجا فائق الوعي .

فعندما تحدث القائد معمر القذافي أثناء المواجهة الكونية في 2011 وقال ( نحن أجدر بليبيا ) والتي فسرها السطحيون والمتربصون والمرضى من تحالف قوى الرجعية الليبية التي كانت كامنة طيلة 42 بكل ثقافتها العميلة المتخلفة الحاقدة على الوطن والتي جرها حقدها الاعمى الى التحالف مع اعداء الدين وأعداء الأمة ، لم يقل القائد معمر القذافي تلك المقولة ، ليفسرها ويروج لها رعاع الناتو ونخب العمالة بأنها تعني أو يقصد أي معمر القذافي انه أجدر بكرسي السلطة أو الحكم ، وانما كان يتحدث عن الأسلوب والمنهجية الذي اديرت به ليبيا ، والتي جعلتها دولة مهابة الجانب بسيادتها وقرارها الوطني وارادتها الحرة وسلطة أبناءها ، كان يقصد كيف أن ليبيا دولة آمنة مطمئنة تؤمن ذاتها والجوار الذي يعيش الآن القلق والترقب والتوجس والريبة من كل ما يأتي من ليبيا بعد أن اسقط حلف الناتو الصليبي الدولة الوطنية في ليبيا ، كان يعي القائد معمر القذافي أن ليبيا من الأهمية بمكان بأن ما يهددها ستكون تداعياته رهيبة على كل المحيط المجاور لليبيا على الصعيد الجيو استراتيجي والجيو سياسي ودوائره المحيطة بليبيا ، متوسطيا والساحل والصحراء والمغرب العربي وشمال أفريقيا ، يعرف وهو ذلك الاستراتيجي الذي يدرك كنه المؤامرة في حقيقتها وغاياتها وجوهرها ، كان يعي محورية الموقع الاستراتيجي لليبيا ، وهو المتفقه والملم بخفايا تدبير دوائر التربص العالمي بدور ليبيا الذي يقوده معمر القذافي والذي تجلى في تأسيس الاتحاد الافريقي في سرت والقمة الأوروبية الأفريقية والقمة العربية ليصل إلى حضوره قمة أفريقيا امريكا اللاتينية على أرض فنزويلا والاختراق السياسي الاستراتيجي إلى أن وصل إلى منبر الأمم المتحدة وجلوسه في مقر مجلس الأمن الدولي وكتب في سجلاته جملة ( نحن هنا ) علاوة على الاختراق التاريخي العظيم في الاعتذار الايطالي وحق التعويض للشعب الليبي عن مرحلة الاستعمار الايطالي وحضوره لقمة مجموعة الثمانية الكبار كرئيس الاتحاد الافريقي ، لقد صدق التاريخ والواقع صدق رؤية القائد معمر القذافي وصدق ما صوره من مآلات لليبيا أن انتصرت دول العدوان الثمانية والأربعين التي شنت حملتها على الجماهيرية العظمى في عام مؤمراة فبراير الاسود .

والان ليبيا وشعبها تعيش مرارة فقد السيادة وحرية القرار وبعد أن كانت المتبوع والاخرين التابع ، انقلب الأمر على عاقبيه لتصبح ليبيا التابع الذليل الذي لاحول ولا قوة له أمام تغول التدخل الإقليمي والدولي في أدق شؤونها ، ليعيش شعبها المهانة وتضيع في متاهات العجز والتسليم للعدو ..

ما يمكن قوله هو إن العملاء والجواسيس والخونة قد غدروا بالشعب الليبي ، ويبقى المشهد الليبي على شاكلته كما خطط له الأعداء للحرية والسيادة ، فأنتقم العدو من الدور وقائد الدور الذي كان صخرة صماء صلد المراس أربك وعطل مشاريع الهيمنة والتبعية وتمرد طيلة أربعة عقود على بيت الطاعة الإمبريالي الصهيوني ، فالمجد صاحبه القائد الشهيد الصائم معمر القذافي دون منازع ابى من ابى وشاء من شاء ، وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ، الخلود لنهج الفاتح العظيم ، وها هم الأعداء من العملاء والجواسيس والخونة يسقطون صرعى كاعجاز نخل خاوية ، ولانامت أعين الجبناء