#منصات_جماهيرية
( كيف سيبدو العالم بعد فيروس كورونا )
✍️ الفارس الليبي
مجلة فورين بوليسي وتحت هذا العنوان سألت 12 مفكر عالمي عن توقعاتهم .. نقتطع منها :
* أن جائحة كورونا ، شأنها شأن أحداث مفصلية في التاريخ كسقوط جدار برلين أو انهيار بنك ليمان براذرز ، حدث عالمي مدمر يصعب تخيل عواقبه على المدى البعيد
* ستيفن والت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد الأميركية قال أن فيروس كورونا ستسهم في تقوية الدولة وتعزيز الوطنية .. وأنها ستسرع وتيرة تحول السلطة والنفوذ من الغرب إلى الشرق ، فقد كانت استجابة دول شرقية مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة بشكل أفضل من الدول الأوروبية وأمريكا ، كما أن تعاطي الصين مع الوباء كان جيدا بالرغم من تعثرها في البداية عند اكتشاف الفيروس. بينما كانت الاستجابة بطيئة ومتخبطة في أوروبا وأميركا مما شوه الهالة التي طالما أحاطت بالتعامل الغربي .
* روبن نيبليت المدير التنفيذي لمعهد الملكي للشؤون الدولية ببريطانيا قال أن فيروس كورونا قد تكون القشة التي قصمت ظهر بعير العولمة الاقتصادية ، فقد أثارت القوة الاقتصادية والعسكرية المتنامية للصين بالفعل عزمًا من الحزبين في أمريكا على فصل الصين عن التكنولوجيا التي تمتلكها أمريكا والملكية الفكرية ومحاولة إجبار الحلفاء على أن تحذو حذوها.
* كيشور محبوباني، الباحث في معهد آسيا للبحوث بجامعة سنغافورة قال أن كورونا ستسهم في تسريع تغيير كان قد بدأ بالفعل ، هو الانتقال من العولمة التي تتمحور حول أمريكا إلى عولمة تتمحور حول الصين ، أن هذا السيناريو بات مرجحا في ظل فقدان الشعب الأميركي الثقة بالعولمة والتجارة الدولية ، والذي بات أيضا يرى أن اتفاقيات التجارة الحرة أصبحت سامة سواء في ظل حكم الرئيس ترامب أو غيره ، وفي المقابل لم يفقد الصينيون ثقتهم بالعولمة والتجارة الدولية ، نظرا لما حققوه خلال العقود الماضية من انتعاش اقتصادي مما عزز ثقثهم بقدرتهم على المنافسة في أي مكان من العالم .
* كوري شاك ، نائبة المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية قالت أن عالم ما بعد فيروس كورونا لن يشهد استمرار زعامة أمريكا للعالم ، فلن ينظر إلى أمريكا بعد الآن كقائد دولي نظرا لسلوك الإدارة الأميركية الذي يقوم على تغليب المصالح الذاتية الضيقة وافتقار تلك الإدارة الفادح للكفاءة .
* جون أكنبيري قال أنه على المدى القصير، ستعطي الأزمة الوقود لجميع المعسكرات المختلفة على تعزيز الحركة نحو القومية ، وتنافس القوى العظمى .
* جوزيف س ناي قال أننا فشلنا في تعديل استراتيجيتنا مع هذا العالم الجديد ، وأنه حتى لو سادت أمريكا كقوة عظمى ، فإنها لا تستطيع حماية أمنها من خلال التصرف بمفردها .
* جون آلن، مدير معهد بروكينغز قال أن المنتصرين في المعركة ضد فيروس كورونا القاتل هم من سيتسنى لهم كتابة التاريخ كما هي الحال عبر تاريخ البشرية ، وأن النظام الدولي يتعرض لضغوط كثيرة مما قد يؤدي إلى عدم الاستقرار وإلى نزاع واسع النطاق داخل بعض الدول وفيما بينها.
* ريتشارد هاس يقول ستجد العديد من البلدان صعوبة في التعافي من الأزمة ، مع ضعف الدولة ، وأصبحت الدول الفاشلة سمة أكثر انتشارًا في العالم . من المرجح أن تساهم الأزمة في التدهور المستمر للعلاقات الصينية الأمريكية وإضعاف التكامل الأوروبي ، فإن الأزمة المتأصلة في العولمة ستضعف بدلاً من أن تزيد من رغبة العالم وقدرته على التعامل معه .
* نيوكلاس بيرنز يقول هذه أكبر أزمة عالمية في هذا القرن يمكن أن تشكل صدمة زلزالية تغير بشكل دائم النظام الدولي وتوازن القوى كما نعرفه .
... تعليق ..
الأزمة لن تكون عابرة ، وستضرب النظام العالمي والأقتصاد والرأسمالية في العمق ، وكشفت الوجه القبيح للمنظومة الغربية ، وتداعياتها أكبر مما نراه ، في حين الصين أظهرت براعة وقلبت النمودج المشوه الذي قدمه الإعلام الغربي عنها إلى القدوة في الإدارة والنظام الذي يحتذى ويطلب منه النصائح والدعم ... الفارس الليبي