#منصات_جماهيرية 
في ذكرى يوليو ..
⁦✍️⁩الفارس الليبي 
عندما تصطف الألاف للهتاف لصهيوني حاقد على الإسلام والعروبة في ميدان بنغازي .. وعندما تعتبر الألاف أن صورة شاب منتحر يائس سب الذات الألهية رمزا للثورة والشهادة والجنة في شارع بورقيبة .. وعندما يقاتل الألاف وظهرهم للجولان المحتل من الكيان الصهيوني في درعا والقنيطرة ويعالجون جرحاهم في مشافي تل أبيب ، وظهرهم شمالا للواء الأسكندرون المحتل من تركيا .. وعندما تخرج الملايين من ميدان التحرير بالقاهرة الذي يتوسطه الصهيوني برناردليفي لمحاصرة قصر الأتحادية وتطالب بإسقاط النظام دون أن تضع شرط تمزيق كامب ديفيد وإغلاق السفارة الصهيونية .. وعندما تخرج الألاف بميدان السبعين لجعل أيقونتهم كرمان التي حصلت على نوبل السلام وهي محصنة في شوارع تركيا .. وعندما تخرج الألاف في غزة للهتاف للناتو وهو يدك طرابلس ودمشق وترفع صورة المطبعين في الدوحة وأسطنبول ..
وعندما نرى ترامب يطلب ثمن الحماية بتهكم وسخرية من آل سعود وهم يهزون الرأس بخزي سافر .. ونرى تميم يتودد لترامب بدفع تكاليف ورواتب وتوسعة قاعدة السيلية بمليارات الدولارات .. ونرى وفود الصهاينة تتقاطر على أبوظبي بالترحاب وتدوس أقدامهم النجسة بيوت الله .. ومسطول أسطنبول يتطاول ويرسل جنوده ومرتزقته للداخل العراقي والسوري والليبي .. والقدس والجولان والضفة تقدم هدايا الكريسمس لعصابات صهيونية قذرة في صمت كل قصور الحكام ..
حينها يكون لزاما أن نستحضر أعمدة وقواعد ومبادئ الثورة الحقيقية التي أشترطت رفع الهيمنة الغربية وطرد القواعد الأجنبية وتأميم الموارد وتحديد بوصلة الفعل في مقاومة الكيان الصهيوني ورفض التطبيع .
لابد أن نستذكر ثورة 23 يوليو التي وصل تأثيرها لكل مدينة وشارع عربي ، وأججت المشاعر وألهمت الفكر وحفزت الفعل الثوري ، فكان صداها في العراق واليمن وليبيا والجزائر والسودان ، فتبلورت في أستقلال وطني أسترد السيادة ، وأقتصاد كسر أحتكار الفئة البرجوازية ، وسياسة فاعلة أسقطت الوصاية ، ومواجهات مشرفة مسحت صورة الهزيمة في الوعي الجمعي ..
نحن اليوم في ذكرى عظيمة نستحضرها لنستلهم منها الدرس والعبرة ، ونعي كيف تم التلاعب بالعقول في عملية تشويه ممنهج بحروب الجيل الرابع ، فكما خلقوا لنا صورة مشوهة للإسلام بتنظيمات أرهابية ، خلقوا لنا صورة مشوهة للثورة عبر مجاميع من نخب صنعوها في غرف مخابراتهم ، وخلقوا لنا صورة مزيفة للديمقراطية التي أستبدلت الشورى وحكم كل الناس بتحويلهم لأرقام تضع قصاصات في صندوق يمر خلف الكواليس برغبات اللاعب الغربي ، وخلقوا لنا صورة مشوهة للقيم والمبادئ بأنفتاح وأنحلال وتقليد وتبعية تجعلنا عبيد للمادة ومسح الجانب الروحي والمعنوي للحياة .. فكم نحتاج للغوص في المعنى والفهم لإصلاح البوصلة ..