#مقالات
#آية_مواطنة_هذه ؟!..
✍️د.. محمد العماري
بالأمس تحملَّنا وزر حدق بقايا البرجوازية والتجار والسماسرة ونحن مغفلون، بو (...) وبن (....) وعائلة (...) واصهار (...) والثورجي (...) ، في طابللينو وفي حي الدولار قرب معسكر قاريونس التاريخي، وفي رحاب النصب التذكاري لمعركة جليانه الشهيرة، وفي شارع طرابلس في زليتن ومصراته، وفي قرقارش وحي الاندلس وتاجوراء، وآخرين في الجنوب مهربي الدخان ومواد الغذاء المدعوم، بزنسوا في مشاريع التنمية وسمسروا في الدواء وطباعة الكتب الدراسية، واغنياء قضية لوكربي .. تآمروا علينا باسم الوطنية وباسم الثقة وباسم الخبرة، جعلونا حقراء في بلد الثورة، ورغم ذلك لم نبن دولتنا (دولة الحقراء)، والاكثر أسفاً اننا نكرر تفسيرهم المسموم لهذه الدعوة، غمَّ علينا الجهل إننا حقراء في نظر هؤلاء، لأننا نصفق للثورة وهم (ينهشون الثروة) .. مع هذا كله بسيط جداً امام الما وراء بعد، لان سرَّاق الامس هم فقراء سرَّاق اليوم.
منذ عام 2011 والحداق الجدد في ثورة فبراير المجيدة، يغرفون قناطير المال والذهب يودعونها في مصارف اليهود والغرب، أين هم اليوم؟ اسسوا الشركات مع اليهود والمخابرات والرساميل الغرب، اشتروا القصور والفلل والمزارع وهم الان يعيشون فيها، نحن الحقراء باقون في الظلام والعطش وطوابير البنزين والغاز والمصارف، انتم ايها الثوار مثلنا مساكين تحملون البنادق وتمسكون البوابات وتفتشوننا وانتم محرجون، هل تعلموا ان اموالكم مسروقة؟ هل تَعونَ بما يجري في بلادهم؟ .. انها تدمَّر .. لا مستقبل يلوح في الافق؟ هل تعلمُوا اننا لا نكرهكم ابداً لأنكم مساكين مثلنا؟.
الفرق بيننا وبينكم اننا واعون بما يجري، وقد نبهناكم منذ عام 2011 وقلنا لكم ما يحصل ليس بثورة ولا هو بربيع، انكم مثل الشريف حسين ضحكوا عليه بالثورة العربية الكبرى، نحن نكره العملاء الذين كانوا مطية الاستعمار، الذين هتفتم لهم وحملتموهم على اكتافكم في ساحة الحمام والعصافير سرقوا اموالكم وهربوا، هل تنكروا انكم حملتم علي الترهوني على اكتافكم، لقد احمرت كفوف اياديكم يا اساتذة وطلاب جامعة طرابلس، يوم استقبلتم محود جبريل وهتفتوا له، ماذا قلتم لمن باع وثائق بلادكم الى مخابرات الاجانب، انتم حقراء مثلنا لم تقيموا دولتكم .. عووا واقرأوا الدعوة مثنى وثلاث ورباع لتفهموا (تحيا دولة الحقراء) .. لا تكرروا جهلنا.
كيف اكون مواطناً..؟
ابسط معاني المواطنة ان تكون عضواً في مجتمع، بالضرورة انه مجتمعاُ سياسياً، اي ان تكون عضوا في دولة فيها قانون يحميك، وانت خارج من بيتك او من عملك او من المسجد انك على يقين راجع لبيتك، ان تكون في دولة عندها سيادة تشعرك انك كمواطني دولة مالطا او قبرص على الأقل، لا يرمى جواز سفرك على الارض، ولا تفتش بالكلاب على ارض قاهرة المعز ، ولا تركلك رِجل (بوليس) السبسي القذرة على قفاك.. أم زلتم تريدونني أن اكون مواطناً؟.
المواطنة قضية سيكولوجية تعني الشعور بالانتماء للوطن وليس مجرد الإقامة فيه، ولكن أي؟ انه الوطن المحترم، المواطنة هي ان تتمتع بحقوقك وتؤدي واجباتك، تمارسها فوق ارض تعرف انها ارض دولتك، المواطنون فيها متساوون في الحقوق والواجبات، فهل هذا موجود في بلادنا – إن كانت لنا بلاد -ـ ، المواطنون معنيون برايهم في تقرير مصير بلادهم، فهل نحن كذلك؟، نفطنا يدمر ويسرق ويوقف تصديره ثم يعاد بأوامر غربية، وعلية الرتب تقول انه يوقف ويصدر بأوامر القبائل الليبية، ضحك حتى تكاد الذقون تتمزق .. هل لديك علم بما يجري حولك ايها المواطن الحقير، في ابي سليم او في النواحي الاربعة وفي العجيلات، او في ام الارنب وفي المرصص و في الجغبوب؟، انتم ايها الحقراء الذين لم تقيموا دولتكم.
الهررة الشطار في القفز على الحبال قد يستغربون كلامي هذا، قد يعلنون ما كانوا يلوكونه بينهم ان محمد اصطف مع فبراير، انا لست كما تلوكون في مقاهي شارع بورقيبة وفي الرحاب، انا لم اقفز من السفينة الى القارب مثلك بعضكم، تلك عملتكم لأنكم تريدون حماية فلوسكم، ولان لعابكم يسيل الى الوزارات والسفارات، والملحقيات الاعلامية والصحية والعسكرية ومندوبية شركة اللحوم، انا ما زلت في السفينة حتى بعد ان خرقها (الخضر) في لجَّتها.