* كان ياسر عرفات مبتهجا بتوقيع أوسلو ، وقيادات فتح يتناوبون على الشاشات لإظهار ذكائهم في أقتناص أتفاق سياسي ، والقيادات العربية تتبادل التهاني ، حين كنا في ليبيا نصدح بأنها خدعة ومؤامرة وخيانة، ولا حل يرجع الحق سوى بندقية المقاومة .. فهاجم الإعلام والصحافة القيادة الليبية بوصفها مزايدة ومتزمتة وحتى غير مدركة ..
مرت السنوات والعقود ، وقتل عرفات مسموما ، وأزدادت الأوضاع سوءا ، فالتقارير تقول أستولى الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 85% من مساحة فلسطين ، وعلى 93% من المياه المتدفقة من الأحواض الجوفية ، وأرتكب أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين ، أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني ، وتهجير ثلثي عدد السكان البالغ عددهم 12.7 مليون نسمة ، وأن نسبة اللاجئين داخل فلسطين بلغ 42% ، ويعيش حوالي 29% من اللاجئين الفلسطينيين في 58 مخيم ، تتوزع بين الأردن و سوريا ولبنان والضفة الغربية وغزة ، عدد الأسرى في سجون الاحتلال ومراكز التوقيف يبلغ حاليًّا 6500 معتقل، منهم 57 مرأة ، من بينهن 13 فتاة قاصر ، وأكثر من 300 طفل ..
بعد نشوة الفرح الخادع والرهانات الخاسرة أتت التصريحات على خجل ..
مصطفى البرغوثي قال : لقد تم خداعنا باتفاق اوسلو الذي كان وهماً وما يجري اليوم هو مهزلة .
ياسر عبد ربه : بعد 25 عاماً من توقيع اتفاق أوسلو ، آن الأوان لأن نصارح شعبنا بأنه تم خداعنا ، وما حصدنا سوى السراب .
صائب عريقات : ترامب ونتنياهو يريدون سلطة فلسطينية بدون أي سلطة ، سلطة تحت الأحتلال .. صفقة القرن بدأت بتسليم القدس والجولان وشرعنة المستوطنات وإنهاء قضية عودة اللاجئين وإسقاط مفردة الأحتلال من الأدبيات ووقف مساعدات وكالة الغوث الأونروا .
خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري : لقد خدعنا باتفاقية أوسلو وخسرنا القدس بسببها وتعرضت المدينة المقدسة لأخطار كبيرة منذ التوقيع وحتى اللحظة .
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة : أوسلو من أسوأ التجارب التي مر بها شعب على وجه الأرض .
اليوم ترامب وبجواره نتنياهو ووسط التصفيق الحار ، يشكر سفراء البحرين وعمان والأمارات على العمل الرائع الذي قاموا به والمشاركة في المؤتمر ، ويقول أنها أخر فرصة للفلسطينيين ، رغم أنها تعطي غور الأردن و30% من الضفة وإبقاء كل المستوطنات .
مهندس صفقة القرن كوشنر بدون خجل يقول قبل قليل : الأسرائيليين قبلوا بأمر صعب وهو وقف بناء المستوطنات لمدة ثلاث سنوات !!
محمود عباس يقول : لدينا فقط 22% من فلسطين التاريخية ، ويريد ترامب أن يعطي 40% من ال 22% للأسرائيليين .. ماذا تبقى !!
يقول الكاتب مجد كيال : كان خطأً أن نتنازل عن العمل المسلح ، منظمة التحرير تنازلت عن جميع مفاتيح القوة الفلسطينية ، ورهنت كل خياراتها وإمكانياتها وتطلعاتها لثقب أسود منفلت يسمى: الدبلوماسية الغربية .
* أختم بما كتبه الشاعر تميم البرغوثي ساخرا : المنشور عن صفقة القرن : ضم إسرائيل المستوطنات والقدس وغور الأردن وثلثي الضفة، مقابل 30 مليار دولار لدولة فلسطين الجديدة. يعني بيع فلسطين بـ 30 مليار دولار…. قسّم المبلغ على عشرة ملايين فلسطيني بيطلع لكل واحد 3000دولار. ترامب عّم يقول لك بيع فلسطين وخذ بدالها لابتوب .
* أخيرا أقول .. أوسلو وصفقة القرن في فلسطين هي نسخة من الصخيرات وبرلين وجنيف في ليبيا، فالقاسم المشترك الوصاية الأمريكية ووكلائها الخليجيين ، ومن يسير خلف أدوات الأوديسا لن يحصد أكثر من السراب الذي حصده يتامي أوسلو