✍️ عزالعرب الجهمي
تنقل تبعية الموانئ النفطية لمؤسسة البيضاء وبعد أيام تعيدها لمؤسسة طرابلس .. تغلق ضخ النفط لأن إيراداته تذهب للمليشيات وبعدها تفتح الضخ والأموال لتذهب لذات المليشيات وداعمها التركي ..
تهرب من موسكو دون التوقيع على وقف إطلاق النار بحجة التدخل التركي وبعدها تذهب لمصر لتدعوهم للجلوس والتوقيع على وقف إطلاق النار مع التغلغل التركي ..
تهرب من برلين حتى أطلق عليك ملك الهروب ثم بعد شهور تعلن بيان ضرورة العمل بمخرجات برلين .. تعلن المعركة وساعة صفر دخول طرابلس ثم تنسحب من الغربية كلها وتدعو للتفاوض وحقن الدماء ..
تقول أن خصومك مليشيات أرهابية وأجرامية لايمكن الجلوس معهم ثم تدعوهم لتقاسم السلطة والثروة بمبادرة الأقاليم .. تعلن التفويض للحكم ثم بعد أسابيع تعرض مبادرة الحوار السياسي ..
هذه بعض مقتطفات من المشهد ..
قلنا أنها معارك عبثية وفصول لإدارة الأزمة .. فكذبتم وقلتم أنها تحرير !!
قلنا أن أي معركة تشتعل تحت اللاعب الغربي وبدعمه هي معارك تدمير وتفتيت .. فعاندتم وقلتم أنها قوات مسلحة وجيش وطني وثورة كرامة !!
قلنا أن من جلب السراج هو ذاته من جلب حفتر والناظوري وبلحاج والسويحلي وباشاغا .. في إطار نظرية الفوضى الخلاقة .. فأتهمتونا بقصر النظر والتزمت !!
قلنا أن فرنسا 2011 هي فرنسا 2019 .. والناتو 2011 هو الأفريكوم 2019 .. والأمارات 2011 هي الأمارات 2019 .. والمؤامرة مستمرة بعناوين مختلفة .. فضحكتم وقلتم أن الوضع تغير !!
قلنا أن مقاتلة بلحاج 2011 ، هي أخوان وسلفية 2019 كلها من مخرجات بلاط آل سعود الذي تاجر بالدين لعقود .. فتعجبتم وقلتم أنه جهاد مقدس !!
قلنا أن ( المصالحة ، الأنتخابات ، مكافحة الأرهاب ، أقتسام الثروة ، المؤتمر الجامع ، الترتيبات الأمنية ، الإصلاحات الإقتصادية ) كلها فصول من أدارة الأزمة فلا تصدقوها .. فسخرتم وركبتم موجة كل مرحلة يضع عنوانها اللاعب الغربي ببعثة وليامز ، ومؤتمرات باريس وأبوظبي وجنيف وروما ،وباليرمو ، وبرلين ، ووصفات البنك الدولي ، ووصاية الأفريكوم !!
اليوم .. بعيد عن التشفي .. يحق لنا أن نسألكم من كان بعيد النظر وعميق الفهم وصادق القول ؟ .. ونسألكم ألم تكن كل هذه السنوات بكل مافيها درس وعبرة للفهم والصحوة والعودة للوعي .. والكف عن الجري وراء الوهم .. وإعادة ترتيب الصفوف وفق ثوابت ومبادئ عنوانها مقاومة المخطط الغربي بكل أدواته من برلمان العجوز الخرف عقيلة بوسويط في طبرق ، مرورا بجنرالات الأحداثيات والخيانة في الرجمة ، ونهاية برئاسي العمالة ومليشياته في أبوستة ..
اليوم .. الوطن يعاني من معارك الوهم التي أهدرت الوقت والجهد والأمكانيات ، ومن إعلام العبث الذي غسل العقول بشعارات الخداع ، ومن مبادرات تحت تحالفات قبلية وجهوية وحزبية بنظرة قاصرة ومصالح أنية .. ولامجال لإعادة وإستنتساخ فصول الخداع ، بل نفض الغبار وتجريم فبراير ورموزها ورمزياتها ، ورفض التدخل الخارجي بكل أشكاله وصوره ، ورفض العصبية القبلية المقيتة ، والإلتفاف حول مشروع ثوري مقاوم يعيد أمجاد الإجلاء والتأميم وخط الموت وتركيع المستعمر .