27 مارس بمناسبة يوم الأسرى
الأسرى والخذلان ..
✍️ ( محـ نائل مـد )
في بداية العام 2012 م أستفاق الناس من صدمة ماحدث ، كان المصاب عظيما ، وكان الذهول سيد الموقف ، ذهبت إهتماماتهم مذاهب شتى ، كان أبرزها البحث في سبل التأمين الشخصي والأسري ، وتوزعت بقية الإهتمامات بين التعلق بأمل " بعث المقاومة " وإنتظار " القادمون " ، وبين محاولة البعض ربط صلات خفية مع فبراير لتحقيق مصالح شخصية ، وبين الإستكانة والقبول بماجرى ، وبين التعلق بالأوهام واللهث خلف السراب الخادع ، وبين التعويل على الزمن وإختيار الإنتظار والترقب .
في هذا الخضم برزت قضية الأسرى وكيفية التعاطي معها ، كانت جراح الوطن حديثة ولازالت تنزف ، وحس التضحية في أوجه ، ومشاعر الفخروالإعتزاز هي ما تسند النفوس المتداعية .
تقرر آنذاك بعد مشاورات محدودة تحت تأثير العوامل سالفة الذكر تقرر عدم التفاوض الإجتماعي المباشر بشأن الأسرى وخاصة مع " مصراته " للإعتبارات المعروفة المتعلقة بالإنتهاكات الجسيمة وغير المسبوقة التي أرتكبتها المليشيات بمباركة من حواضنها الإجتماعية ، و هناك من بالغ في التشدد حد إعتبار الأسرى " شهداء " ، وغُض البصر عن هذه القضية الهامة والحساسة ، بل أهملت ! ، اللهم إلا إذا استثنينا بعض المحاولات المتواضعة والمحتشمة من ذوي الأسرى المشوبة بالحذر من التشويه بتهم التفريط والتخوين .
الآن ونحن في عام 2021 م بعد مضي أكثر من تسعة أعوام على هؤلاء الأسرى الأبطال وهم في دياجير الظلم والظلام ، هناك سؤال لابد من طرحه على أنفسنا وهو :
ماذا قدمنا لهؤلاء الأسرى الذين ثبتوا على المباديء وضحوا بأنفسهم ، ومنحوا لنا الفخر الذي نزايد به في المقاهي والمرابيع وعلى صفحات التواصل الاجتماعي ؟
الجواب حتماً هو: لا شيء !
نعم لا شيء .. من جاد الله عليه بالفرج .. وخرج أُفرج عنه بعد انقضاء مدة العقوبة المحكوم بها صورياً ، أو تم إبتزازه ودفع مبالغ طائلة من ماله الخاص نظير إطلاق سراحه ، أو من خلال مراجعات فكرية وتسويات سياسية بمجهودات الأسرى أنفسهم مع سجانيهم ، أو نتيجة العمليات الحربية على غرار ماحدث في بنغازي مؤخراَ ..الخ .
لم نقدم شيء ! لرجال قدموا أرواحهم فداء للوطن والقائد ولنا لنعيش ونتنعم .
ليتعرضوا من بعد لأقسى وأبشع صنوف العذاب والهوان ، صمدوا وتحملوا وكلهم أمل فينا ، في أن نعمل على إنقاذهم من براثن الظلم .. كلهم أمل في أن نرعى أسرهم ، في أن نضحي من أجلهم ولو بتقديم بعض التنازلات نظير ماقدموه لنا . مات منهم من مات رهن الأسر ، وينهش المرض أجسادهم المتهالكة في كل يوم ، ونحن نكتفي بنشر صورهم على صفاحات التواصل الاجتماعي ، وقص ولصق عبارات المجاملة النمطية المبتذلة ، التي فقدت معانيها بمرور الوقت .
أما آن الآوان لنقف الموقف الصحيح من هذه القضية الحساسة ؟! بإعادة النظر بجدية في قضية الأسرى وإيلائها الإهتمام اللازم ، والبحث عن السبل الكفيلة بتخليصهم ، فلو فكرنا وعملنا بجزء من العقلية التي نفكر ونعمل بها في قضاء حاجاتنا الشخصية لأمكننا فعل شيء لهم .