في مثل هذه الليلة وهذه اللحظات بالتحديد كانت التهديدات الأمريكية بتوجيه ضربة لليبيا تتوالى تباعا .. وتصريحات المسؤلين الأمريكان عسكريين وسياسيين تؤكد ذلك .. جرت إتصالات حثيثة من الظباط الأحرار والجهات الأمنية وأغلب المسؤلين الليبيين والشباب الثوريين والأقارب .. توصي بأن يغادر القائد باب العزيزية لتفويت الفرصة على الأعداء والمحافظة على سلامته وسلامة أسرته .. ورغم الألحاح على هذا المطلب من الجميع إلا أن القائد رفض مغادرة المكان .. وقال نحن في بلادنا وحتى إن نال منا العدوان سيكون لنا شرف الأستشهاد .. وفعلاً بقى وأسرته وصمد .. حصل العدوان ولكن كانت إرادة الله أقوى من قوة أمريكا الباغية الظالمة .. وخرج القائد سالما .. وانهزمت أمريكا رغم حجم القوة الجوية التي أستخدمتها في ذلك العدوان الغادر والتي كان قوامها 170 طائرة مختلفة المهام .. تم إسقاط إحداها ومات قائدها وتم عرض جثته عبر الأعلام في تحدٍ عظيم لم تجروء عليه أي دولة ..
تلك كانت مواقف ثورة الفاتح وقائدها .. أنهزمت أمريكا في تلك المعركة ولم تنال إلا الخزي والعار .. كانت إحدى معارك التحدي التي خاضتها ثورة الفاتح .. رسخت قوة الإرادة والإيمان المطلق بالوطن .. وهكذا ضل معمر القذافي حتى نال شرف الأستشهاد في ملحمة تاريخية واجه فيها طغيان وجبروت الأعداء الصليبيين مرة أخرى بعد مايقارب من ربع قرن من الزمن .. لم يخنع .. ولم ترهبه قوة حلف الأطلسي رغم قناعته بعدم توازن القوى .. العزة والمجد للشرفاء .. والخزي واللعنة للخونة الجواسيس الجبناء ..