بعد أن استشهاد  العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية منذ 42 عاماً ، يحق لنا بعد ذلك أن نقف لنعرف جانبا من الأسباب الحقيقية وراء تدخل " الناتو" وقيامة بإسقاط نظام حكمه الوطني لصالح المصالح الغربية بشكل عام وفي طليعتها لصالح الأمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية وذيولهما !!.وقبل أن نخوض في تلك الأسباب يجب أن نتوجه بالتحية للعقيد معمر القذافي الذي كان بوسعه أن يغادر ليبيا الي دولة مثل فنزويلا ليعيش في مأمن لكنه آثر أن يقاتل حتي آخر قطرة دم في حياته كما أعلن في بداية العدوان الأطلس علي بلاده وتلك من شيم " الفرسان " والأبطال .أما عن أسباب التدخل الأجنبي في ليبيا وإغتيال القذافي فهي كما يلي أولاً:الأدعاء الكاذب الذي أطلقه " الناتو" وعملائه في بأن تدخلهم فيها لحماية المدنيين الذين يتعرضون للقصف بأسلحة كتائب القذافي لا أساس له من الصحة إنما كان الهدف الأساس من التدخل هو إسقاط نظام معمر القذافي وتمكين البعض في ليبيا وعلي رأسهم المعارضيين في الخارج المرتبطيين بإجندات خارجية من حكم ليبيا والدليل علي ذلك أن منظمة العفو الدولية وهيومانرايتس ووتش ذهب أحد مندوبيها الي ليبيا لتقصي الحقائق حول تلك المزاعم فأعلنا أنه لا توجد أدلة حول ضرب القذافي لشعبه بالطائرات كما إدعي الناتو وعملائه !! ثانياً : نشرت صحيفة نيويورك تايمز " أنه خرجت مظاهرة سلمية من عدة أيام قبل إغتيال " القذافي " مباشرة مؤيده له ومستنكرة تدخل حلف الناتو في ليبيا .ثالثاً : ذكر الصحفي " باتريك كوكبيرن " بجريدة الأندبندت البريطانية أن ما قيل عن قيام القذافي بتوزيع الفياجرا " علي جنوده لأغتصاب النساء والفتيات في ليبيا هي محصن أكاذيب وافتراءات وذلك نقلا عن مصادر منظمة العفو الدولية " الأمنيستي " .رابعاً : ذكر الكاتب لوردسي جارسيا فارو "براديوNPR" الأمريكي يوم6 أكتوبر الماضي والذي كان في زيارة لطرابلس في ذلك الوقت بأن هناك علي الأقل 30 % 40 % من الشعب الليبي يحبون القذافي ويؤيدونه كما أن أطفال المدارس في مدرسة " الصمود " بطرابلس رفضوا ترديد أناشيد عملاء الناتو في مدارسهم وأصروا علي التمسك بأناشيد ليبيا القومية وأناشيد معمر القذافي الزعيم الوطني للبلاد . كما أن هؤلاء التلاميذ إمتنعوا عن الذهاب الي المدارس لكي لا يتعلموا المناهج المسماه ( بالثورية الجديدة ) ورفضوا تحية التابع (( للناتو )).خامسا : ذكرت صحيفة نييوريك تايمز أن القذافي كان يطالب شركات التدوال الغربية ومنها شركة " توتال" بدفع ضرائب عالية ومنهم من القيام بمزيد من الأكتشفات البترولية، ووضع المزيد من القيود عليها .سادساً: قيام القذافي بإنشاء بنك التمية الأفريقي بعد نجاحه في توحيد إفريقيا حيث ذكر الصحفي ( جان بول بوجالا ) بجريدة (بميازوكانيوز ) وهي جريدة قومية إفريقية أن أوباما ( رئيس إمريكا) إستولي علي 30 مليار دولار من مدخرات ليبيا في أمريكا للقضاء علي مشروع القذافي لأنشاء بنك التنمية الأفريقية والذي كان سيقضي تماما علي دور صندوق النقد الدولي بأفريقيا بما يهدد " مصالح أمريكا والغرب بصورة عامة كما ان أفريقيا كانت تدفع سنويا 500 مليون دولار أمريكي لاستخدام الأقمار الصناعية الخاصة بالغرب حتي عام 2007 ثم قام القذافي بدفع مبلغ 300 مليون دولار لشراء أول قمر صناعي لأفريقيا لأخراجهم من دائرة السيطرة الأمريكية الغربية .سابعاً: لم تنسي أمريكا وفرنسا والغرب بأسره تكلفة الفواتير الباهظة التي تحملتها جراء سياسات معمر القذافي المناهضة للمصالح الأمبريالية والصهيونية طوال فترة حكمه حتي وقت إغتياله بعد تخليه عن برنامجه النووي إلاأنه لم يكن من الدائرين في تلك السياسة الأمريكية والغربية ، فلقد تصدي كثيرا لمخططات صهيونية أمريكية كانت تستهدف إحكام السيطرة علي مقدرات الأمة العربية والتي كان معمر القذافي أحد المدافعيين عنها إن لم يكن أوحدهم !!أخيراً: فإن معمر القذافي هو الزعيم العربي الوحيد الذي أجبر الدولة التي إستعمرت بلاده علي الأعتذار والحصول علي تعويضات للشعب الليبي والجماهير الليبية جراء الأضرار التي لحقت ببلاده طوال سنوات الأستعمار الأيطالية لها وقام بيرلسكوني رئيس وزراء إيطاليا ياستقبال العقيد معمر القذافي يالمطار في إستثناء لم يحدث لأحد قبله أو بعده ورأينا جميعا بيرلسكوني " وهو ينحني أمام معمر القذافي يقبل يده في تقدير وإعجاب .ثم بعد ذلك كله يتحدثون بعد رحيله وإغتياله وإحتلال بلاده علي أيدي ( أعوان الناتو ) عن أنه كان طاغية وليس هذا مكان الحديث عن كون طاغية أم لا ؟! وأن كان ذلك فهل يمكن تبرير إستدعاء قوات أجنبية لقتل المدنيين وقتل القذافي وأبنائه وملاحقة أسرته في تصرفات همجية والأعتداء علي القائد معمر القذافي حينما أوقعه " الناتو" في الأسر والعبث بجثمانه بعد إغتياله بهذه الصورة غير الأنسانسة بالمرة ناهيك عن ضرورة إحترام " حرمة " الموت طبقا لشريعتنا الأسلامية إلاإنهم ضربوا بمثل ذلك بعرض الحائط حيث جعلوا جثمانه " وهو في ذي ذمة الله " مزار سياحي يلتقطون الصور التذكارية لأكثر من ثلاثة أيام وكل فرد من الشعب يقوم بإالتقاط الصور التذكارية " المحرمة في شريعتنا الأسلامية "لكي يشفوا غليلاً في صدورهم الحاقدة تجاه معمر القذافي الذي خلص بلاده من الاحتلال الأجنبي منذ42 سنه ثم يقولون لك " المجلس الأنتقالي بعد إغتياله" (( إعلان تحرير ليبيا )) أي تحرير ذلك الذي تتحدثون عنه يا أعوان حلف الناتو ؟؟!أنتم في مكانكم الطبيعي الذي تستحقونه أما معمر القذافي شئتم أم أبيتم أنتم والناتو وحلفائكم فهو في صفحة المجد والشرف في تاريخ أمتنا العربية ...رحمك الله يا قذافي وعاشت ليبيا حرة بشعبها الباسل القوي الذي رفض التدخل الأجنبي...وحفظك الله يا شعب ليبيا من حلفاء الناتو ؟!