اهم الاخبار

ليبيا إلى أين؟

بقلم : ⁦✍️⁩أ . أحمدالصويعي 03 مايو 2020

 

تحولت البلاد منذ أحداث سنة 2011 لساحة صراع دولي على النفوذ فالدول ذاتها التي شنت الحرب قسمت نفسها على طرفي الصراع حيث تدعم فرنسا و الإمارات و السعودية و غيرها جناح الكرامة شرق ليبيا في حين تدعم تركيا و قطر و إيطاليا حكومة الوفاق و التموضع روسي في دعم حفتر يبدو عليه التغير في اعتقادي خاصة بعد تصريح سيرغي لافروف رفض موضوع التفويض يعود ذلك لسببين الأول روسيا لا تعتبر ليبيا من مناطق نفوذها و هذا امر لا شك فيه من ناحية علم الجغرافية السياسية و السبب الثاني أن روسيا الاتحادية لا تريد ان تخسر تركيا حيث ظهرت بيانات مصلحة الجمارك الفيدرالية الروسية أن حجم التبادل التجاري بينهما ارتفع خلال سنة 2018 بنسبة 15.7% مقارنة بسنة 2017 ليصل 25.561 مليار دولار فمن المرجح أن يشهد حجم التبادل التجاري ارتفاع كبير جداً إذا نفذتا روسيا و تركيا حزمة من القرارات الملموسة لامكانية الانتقال لتسوية حساباتهما بالروبل و الليرة التركية...

هكذا باتت روسيا واضحة في موقفها من ليبيا تظل عليها علامة استفهام واحدة هل تقدم على دخول في مواجهة عسكرية لفرض وضع معين في ليبيا ؟؟ و تجازف بالمكاسب المادية المحققة من علاقتها مع تركيا...

و على وجه آخر من وجوه توظيف الصراع في ليبيا يريد اردوغان ان يحمل معهُ مكاسب الاتفاقية البحرية مع حكومة السراج لسنة 2023 لظفر بالانتخابات في بلاده و تحقيق مشروع تركيا الجديدة على حد زعمهِ و هذا المؤشر ستكون لهُ انعكاسات سلبية على المشهد في ليبيا...

أين الولايات المتحدة الأمريكية من هذا الصراع أنها تستخدم القفاز التركي إذاً نجح تحسب النتائج لأمريكا و إذا بائت بالفشل تحسب على الكلب العثماني الجديد الذي تستخدمه لتخويف أوروبا خاصة فرنسا و ألمانيا...

أما صراع القارة العجوز يتمحور بين فرنسا و إيطاليا و هو في حقيقته صراع على النفط و الغاز بين شركتي توتال و إيني و الضحية هو الشعب الليبي الذي يدفع فاتورة صراع الدول الكبرى من دماء أبنائهِ.

أن ما يجري في ليبيا هي حرب أهليه بالوكالة يخوضها طرفي فبراير تحت شعارات وهمية زائفةلا قيمة لها...

فالطرفين لديهم ارتباط وثيق بأجندات خارجية فبالتالي هم لا يعبرون عن مصالح المجتمع الليبي و على ابناء شعبنا نبذ الإخوان المتأسلمين و الخونة و العملاء قيادات عملية مايسمى بالكرامة فخير ليبيا و شعبها في إصلاح ذات البين و هنا استشهد بقول المصطفى صل الله عليه و سلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام و الصدقة ؟ قالوا بلى .. قال إصلاح ذات البين . وفساد ذات البين هي الحالقة» أخرجه أحمد والترمذي وأبو داوود.

فالسبيل الوحيد لمأسسة الدولة الحوار الوطني ليقول الشعب في نهاية المطاف الكلمة الفصل عندما يتم وضع دستور و عمل انتخابات برلمانية و رئاسية يشارك فيها الجميع دون إقصاء لحل أزمة تنازع المشروعيات