مقالات
حركة الاخوان .. نهاية الدور المناط
✍️ بريني بلبيدة
.............
شهدنا في المدة الماضية موجة الاستقالات الاخوانية محليا وتدهور لأوضاع الحركة دوليا ولم يعد لها من بريق كما كانت أيام المنع!
إذا امعنا النظر في تاريخ ونشاطات هذه الحركة عربيا فسنلاحظ وكأن هذه الحركة قد اسست لأرباك تيار القومية العربية واشغاله عن أهدافه في التنمية والوحدة والتحرير!
كان من المتوقع لساسة الغرب وخاصة البريطانيين أن البدء العملي في تنفيد الوعد البريطاني لليهود بوطن قومي لهم في فلسطين سيهيج المد العربي شعبيا ورسميا وهو ما حدث في العقود الأولى من عمر أزمة الشرق الأوسط.
جعلت بريطانيا ومن بعدها أمريكا من المد الاسلامي سلاحها الامضى في خاصرة المد العربي ونجحت بواسطته في اجهاض وبعثرة المد القومي العربي سياسيا واقتصاديا وعسكريا بمعارك داخلية منهكة ورفع الاخوان شعار فلسطين اسلامية وليست قضية أهلها ولا يصح معالجتها عربيا!
اليوم وبعد أن تم دحر المد القومي وقضي على معظم رموزه وقياداته بالاحلاف الدولية الغربية المتحالفة مع قوى داخلية واقليمية انتهازية نفعية براغماتية شديدة الغباء والولاء للغرب .. اليوم كان من المتوقع التمكين للمد الاسلامي مكافأة له على صنيعه ودوره الاجهادي للقوميين العرب حدث ما لم يكن في الحسبان؛ حدث أن طغت الشيطنة على التكريم والاكبار وتمت محاصرة الاسلاميين وعلى رأسهم حركة الاخوان في زاوية الارهاب الدولي من جهة وفي زاوية فقدان الثقة والمصداقية شعبيا في مجتمعاتها المنهكة بفعل الصراع الطويل بين الأنظمة الرسمية ذات الطابع التقدمي والقومي وكل تنظيمات الاسلام السياسي!
فشلت الحركات الاسلامية في إدارة دفة الحكم والتنمية في مجتمعاتها العربية والاسلامية جعل منها حركة مرفوضة مجتمعيا وداخل المواطن الشك في صدق توجهاتها الاسلامية وحامت حولها شبهات كثيرة في ارتباطها بالأجنبي!
في ليبيا على سبيل المثال خفت بريق الحركة وتناقصت شعبيتها بعد اختفاء رموز القوميين العرب ما بعد حرب ال(2011م) الدولية على المشروع القومي الوحدوي بقيادة معمر القذافي!
لم تستطع حركة الاخوان وأخواتها التقدم ولو بخطوة واحدة سياسيا ما يعني أن الدور الذي كان مناطا بها قد إنتهى بنهاية النظام ولم يعد لهن من فائدة تذكر للغرب!
استقالات وانسحابات وحل كيانات كما حدث في مدينة الزاوية للتنصل من الفشل الآدائي وليس أكثر وكأن هذه الحركة قد تواجدت ونشطت في السابق كيدا في النظام أما وقد ذهب النظام وولج الاخوان بنهم شديد براحات المال والسلطة وبان عجزهم في الحكم والإدارة وفقدت الحركة غطاءها (التقية) من العفة والطهر الوطني فليس من حل إلا الحل والاستقالات الفردية والجماعية وحلق اللحى والتنصل من المنهج ومن ارث الماضي معا.
في مساءلة علنية لهلاري كلنتون أمام الكونقرس الأمريكي دافعت عن ارتباطها بجماعات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط وقالت:
"We made them to use them"
"صنعناهم لنستخدمهم"
إبان الاستعمار البريطاني للهند كانت الأفعة من الآفات المنتشرة في بعض المدن ولمكافحتها اعلن الحاكم البريطاني لنيودلهي أن من يأتي بأفعى حية لاعدامها ينال مقابل مادي مجزي؛ تزاحم الهنود في جلب الأفاعي الحية وبكثرة، بعد فترة اكتشف الحاكم أن الهنود ربوا الأفاعي في حواضن خاصة لبيعها له، هنا قرر الحاكم التوقف عن شراء الأفاعي الحية وترتب على ذلك أن كسر الهنود حواضنهم واطلقوا الأفاعي لحال سبيلها فغصت شوارع المدينة وبيوتها وحدائقها بالأفاعي السامة عديمة الجدوى وتعاظم ضررها!
هذا الكم المؤدلج السام سيترك لحال سبيله في البلاد العربية وبلا دور!