اهم الاخبار

برقة الهادئة

برقة الهادئة

اضغط لقرائه الملف

مقدمة الكتاب

كتاب برقة الهادئة "للجنرال الفاشستي أدولفو غراسياني"

كلمة المترجم: بسم الله الرحمن الرحيم عليه توكلت و به استعين ..  بما انني عاصرت حركة الاحتلال الإيطالي لليبيا و بالأخص في فترة أعنف و أقوى طغيانه و جبروته و عشت ما قاساه الشعب العربي الليبي من ظلم و تعذيب بل اكتوينا جميعاً بنار ظلمهم و استبدادهم الأمر الذي جعلني ابحث و أدرس عن القصية الليبية في كل كتاب سواء كان عربياَ او ايطالياً و كذلك أسأل الذين ناضلوا و كافحوا من اجل حرية الوطن العزيز و قد شعرت ان بعض الكتاب لم يخلصوا في كتاباتهم فكل منهم له ميوله الخاص و من بين ما قرأت و ما سمعت وقع اختياري على كتاب ألفه عدو لوطني و ديني و لغتي هو الجنرال أدولفو غراسياني تحت عنوان (برقة الهادئة).

ان كتاب برقه الهادئة الذي قمت بترجمته او نقله إلى اللغة العربية ألفه قائد من قادة إيطاليا الفاشستية وأحد جلادي الشعب العربي في ليبيا وهذا الرجل ذاته كان موجهاُ لحملة غاشمة ضد الشعب العربي في ليبيا أفنى بها قتلاً ما يزيد عن نصف مجموع هذا الشعب الأبي بالإضافة لضحايا النفي والتشريد.

ورغم أن هذا القائد الطاغية لم يكن في حسبانه وهو يكتب هذا الكتاب ان جيوشه ستندحر وتجلو عن هذا الوطن وان الأرض الخصبة التي أشار إليها ستعود ملكاً خاصاً لسكانها الأحرار، رغم ذلك كله فإن هذا الرجل قد ذكر حقائق تاريخية تتضمن اعترافاً بقوة الشعب العربي في ليبيا وعنف مقاومته وإيمانه بوطنه وقوميته وعقيدته. ويمثل مؤلف هذا الكتاب أحد قمم الطغيان والاستبداد الفاشستي ولكنه يعترف بأن كل الأسلحة الحديثة الموضوعة تحت تصرفه عجزت عن أن تجعله يعترف بما ألحقه به العصاة، حسب قوله عن المجاهدين، من خذلان وهزيمة كان يذكرها في تلطيف كبير رغم ضخامة وحداثة وكثرة عتاده مع ما يقابله من بساطة وقلة في السلاح والعدد لدى المجاهدين.

ومع ذلك فالرجل من خلال كتابه يصدر أحكامه على هدد من الشخصيات الوطنية بما يمكن الدارس من معرفه قيمة كل شخصية في ميدان الكفاح الوطني ولم يتردد الجنرال في ذكر قسوة ما يحسه تجاه عنف حركة المقاومة رغم المشانق والجور والنفي والإعدام الجماعي والتشريد والمعتقلات الشاملة لأعداد لا تحصى من السكان. ان الرجل يذكر ما فعله الطليان ولكنه من خلال ذلك يذكر ما يقدمه الشعب العربي في ليبيا من تضحيات وبطولات نادره المثال. لقد جعل الكاتب عنوان كتابه (برقة الهادئة) تمييزاً لها عن برقة الثائرة التي يعرفها الجيش الإيطالي والحزب الفاشستي، ومجرد اتخاذه عبارة برقة الهادئة عنوان لكتابه كان يريد به بياناً لحلم تحقق بعد ان يئست إيطاليا والفاشيستية أن تكون برقة هادئة وهي أحد أقاليم ليبيا الثلاثة التي أصلتهم ناراً وحريقاً لم يألفوه في سواها.

ومن خلال مطالعة هذا الكتاب سيكشف غموض أحاط ببعض الشخصيات الوطنية سواء كانت شريفة القصد بريئة الغرض في جهادها او كانت أيد ملطخة بالدماء ذات مقاصد وأغراض تضلل الشعب الليبي بكل ما عرف عنه من طيبه وبراءة.

ولقد حصر المؤلف كتابه في الأحداث بين سنة 1913 و1931 وهي أخصب وأغزر فتره في تاريخ الطفاح الوطني في ليبيا وبرقة بصفة خاصة ولأنه تاريخنا الذي نحرص على مطالعته وفهمه اتصالا بأجيالنا السابقة. إنني قصدت خدمة بلادي وفائدة القارئ والدارس العربي بترجمتي لأثر خطة قائد عسكري فاشستي معلناً أنى وضعت أمانة الترجمة الحرفية أساساً لهذا الكتاب.

بنغازي في 10 شوال 1393 هجرية .. الموافق 5/11/1973 إفرنجي

المترجم / إبراهيم سالم بن عامر