"يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" هذه الآية القرآنية الكريمة لم ترد عبثا في كتاب الله، لكنها تحمل من الدلائل ما نشاهده اليوم من حقائق تؤكد أن الشر الذي يبتدعه الإنسان ويتفنن فيه لايذاء أخاه الإنسان لايقبله خالق السموات والأرض الذي يرى ويسمع من فوق سبع سموات فكل شيء عنده بقدر معلوم.
فعندما أضمرت قوى الشر الحقد والكراهية للجماهيرية العظمى وقائدها الشهيد معمر القذافي جيشت من القوة ما ظنت إنها لاتقهر مستعرضه بجبروتها حاملتي الطائرات العملاقتين "شارل ديغول" الفرنسية و "يو إس إس روزفلت" الأمريكية اللذان طغت بهما القوى الإمبريالية على العالم فكانت نهايتهما أن إذلهما الله بمخلوق ضعيف سمي في علم الطب بفيروس كورونا المستجد.
تلك الحاملتين اللذان استعرض الغرب قوتهما التدميرية وقفت عاجزتان أمام الكم الهائل من الإصابات التي تفشت بين جنودهما دون أن تستطيع الجيوش العظمى إنقاذهما من ذلك الوباء الذي إذل قوتهما وجعلت هما كغساء السيل لا قيمة لهما ولا قوة.
في خضم أحداث 2011 وردت معلومات استخبارتية إلى اللواء الشهيد المعتصم بالله القذافي تفيد بأن حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" تبحر نحو سواحل ليبيا للمشاركة في الحملة الصليبية الظالمة على ليبيا ليتحرك ورفاقه لاستهداف هذه الحاملة قبل أن يقرر "ربان" هذه السفينة الضخمة العودة إلى منتصف المياه من شدة الذعر الذي إصابه آنذاك خشية صواريخ الأبطال الأشاوس اللذين لم يخشوا الموت عازمين على أن الأرض والعرض دونهما الشهادة.
البداية انطلقت مع حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس روزفلت" التي طلب قائدها الإخلاء الفوري لطاقمها المؤلف من 4000 فرد بسبب تفشي وباء كورونا ما أفضى إلى أزمة في رأس الهرم العسكري الأميركي. والآن، جاء دور حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول التي تعمل بالدفع النووي ويشغلها حوالي 2000 فرد وهي موجودة في الوقت الحاضر في مياه المحيط الأطلسي مقابل شواطئ البرتغال.
ليست حالة "شارل ديغول" بأقل خطورة من "زميلتها" الأميركية، وخصوصا أن التعامل الفرنسي مختلف عما عرفته "يو إس إس روزفلت" اللذان شارك في الحملة الصليبية على الشعب الليبي في العالم 2011 ليدمروا الأخضر واليابس في هذه القرية الآمنة المطمئنة.
وقد تسبب فيروس كورونا في أزمة داخل وزارة الدفاع الأمريكية، حيث أتهم قائد الحاملة "البنتاغون" بالتضحية بنحو 4000 ضابط وجندي على متن حاملة الطائرات مما أدى إلى إقالة قائد الحاملة روزفيلت
وعلى الجانب الآخر سارعت وزارة الدفاع الفرنسية إلى عزل البحارة الذين ظهر عليهم الوباء "كإجراء احترازي لحماية باقي الطاقم من الإصابة.
ويضم طاقم حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" 1760 بحارا من رجال ونساء مع حوالي عشرين مقاتلة رافال وطائرتي هاوكاي للمراقبة تم عزلهما بعد إرتفاع الإصابات بين الجنود والبحارة.
المفاجأة أن فرنسا لاتمتلك سوى حاملة طائرات هذه تستخدم بكامل طاقتها،وهي أحدث ما يملكه الجيش الفرنسي وسبق للحاملة أن خضعت لعملية تحديث دامت عدة أشهر في ميناء طولون. ويبدو أن المسؤولين الدفاعيين الفرنسيين وعلى رأسهم وزيرة الدفاع فلورانس بارلي يخفون مايحدث على متن الحاملة لعدم تضخيم الحادث، إذ جاء في بيان الوزارة أن "شارل ديغول" لا تزال تملك كامل قدراتها.
وحقيقة الأمر أن القوات المسلحة الفرنسية ستحرم من قدرات حاملة الطائرات الوحيدة التي تمتلكها القيادة العسكرية.
وتأتي هذه التطورات لتزيد من أعداد الإصابات في صفوف القوات الفرنسية، حيث سبق لوزيرة الدفاع أن أعلنت السبت الماضي أن ما لا يقل عن 600 عسكري فرنسي أصيبوا بوباء "كورونا".