فى ضوء المساعي والجهود العالمية المبذولة للتوصل إلى لقاح لمكافحة فيروس كورونا المستجد الذي ينتشر بسرعة كبيرة في العالم، باشر عدد من الأطباء ومراكز الأبحاث من أربع دول تجاربهم من أجل التأكد من مدى قدرة الدواء الذي أكتشف قبل قرن كامل من الآن في القضاء على داء السل، في مكافحة فيروس كورونا المستجد.
ويستخدم هذا اللقاح في الأساس ضد المرض البكتيري "السل"، ويمكنه تعزيز جهاز المناعة البشري بشكل كبير، ما يدعمه في محاربة الفيروسات مثل كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19" بشكل أقوى، وربما منع العدوى، بحسب مجلة "ساينس" للعلوم.
وسيبدأ فريق في هولندا أولى التجارب هذا الأسبوع. وسيقوم بتجنيد 1000 شخص من العاملين في مجال الرعاية الصحية في 8 مستشفيات هولندية.
ويُعطى هذ اللقاح للأطفال في السنة الأولى من حياتهم في معظم بلدان العالم، وهو آمن ورخيص، ويمنع حوالي 60٪ من حالات السل
وهنا تأتي التجربة الطبية الوقائية التي عاشتها ليبيا في ظل النظام الجماهيري لتثبت للعالم اليوم كيف كانت ليبيا قبل العام 2011 تضع خطتها للوقاية من الأمرض الخطيرة مثل "السل" وغيره من الأمراض عندما ينتشر في العالم.
ووفق تقارير منظمة الصحة العالمية فإن مرض "السل" انتشر في ليبيا بعد 2011 أي بعد سقوط الدولة الوطنية و نتيجة الهجرة غير الشرعية التي تدفقت إلى ليبيا بعد أن أصبحت حدودها مستباحة للمهاجرين الأفارقة.
وقد ساهم سقوط الدولة الوطنية في جلب الهجرة غير الشرعية من مختلف دول أفريقيا عبر الحدود الليبية مع دول تشاد ومالي والسودان والنيجر.
ومن الأدلة التي برهنت على طريقة تعاطي النظام الجماهيري بجدية في مواجهة الأمراض الخطيرة الناتجة عن الفيروسات القاتلة وطرق الوقاية منها عدم تسجيل منظمة الصحة العالمية قبل سقوط الدولة الوطنية أي إصابات بمرض السل الذي ثبت انتشاره على نطاق واسع في ليبيا بعد العام 2011 حتي أنه بات يهدد شريحة كبيرة من الليبيين لاسيما المعتقلين في سجون المليشيات تحت ظروف صحية سيئة.
ولم تشر تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الجماهيرية العظمى كانت من الدول التي ينتشر فيها داء "السل"، هذا بسبب حرص الدولة في ذلك الوقت علي حقن الأطفال عند الولادة بالمصل المضاد لهذ الداء الخطير ، وكانت هذه الجرعات أساسية واجبارية في نظام صحة المجتمع والصحة الأولية في الجماهيرية.
وتوكد تقارير المنظمة بشأن نظام الصحة والرعاية الإجتماعية في ليبيا ما قبل العام 2010 أن داء السل لم يكن موجود ولم يكن مستوطن في الجماهيرية العظمى، بينما جاء من الخارج مع الهجرة غير الشرعية التي جاءت عبر الحدود مع أفريقيا.
يذكر أن داء "السل" تفشى على نطاق واسع في سجون المليشيات والسجون الليبية بشكل عام وتعود زيادة انتشاره وتوسعة نتيجة إهمال حكومات "نكبة فبراير" المتعاقبة للحد من الهجرة الغير شرعية