اهم الاخبار

اليوم الاثنين 20.4.2020 تحصر اليهودي الصهيوني برنار هنري ليفي على العميل محمود جبريل .."هو ايضا مات من فيروس كورونا".

بقلم : 21 أبريل 2020


 

هو ايضا مات من فيروس كورونا.
و لكن لم يتم تسليط الضوء على الخبر، الا القليل جدا.

 أتذكره، في الإليزيه، مع علي زيدان ومتمرد ليبي آخر، أمام الرئيس ساركوزي. يخبره عن الدبابات التي تندفع إلى بنغازي. و أنهار الدم التي بدأت بالفعل في التدفق بسبب القذافي الأب و الإبن الذين يعرفهم جيدا.... كان هو الذي وجد في ذلك اليوم، 11 مارس 2011، الكلمات التي أثرت في قلب الرئيس الفرنسي. هو الذي قال له: "فرنسا تعتبركم الآن الممثلين الشرعيين للشعب الليبي".

 أتذكر هذه المحادثة الهاتفية، في 25 مارس. عندما أراد أن يشكر فرنسا التي دمرت طائراتها الدبابات الأولى التي دخلت بنغازي التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها. و دور فرنسا العظيم في تشكيل تحالف يضم كل العرب والأوروبيين والأمريكيين لإسقاط الدكتاتورية. ثم، لتحية طياري الحلفاء، حيث استخدم عبارة تشرشل الشهيرة، لكنها لم تبدو دقيقة بالنسبة لي: "لم يكن يحدث أبدا في السابق ان الكثير من الناس، كانوا مدينون للقليل." ثم يضيف بجملة أبهى: "ليبيا الحرة تعترف بالدور البارز لفرنسا". قلت له سأرسله بالفاكس إلى نيكولا ساركوزي. ثم إلى إتيان موجوت، الذي سينشره في لوفيجارو في اليوم التالي. هذه هي الوثيقة الرسمية الأولى الصادرة عن مقر المجلس الوطني الانتقالي. العاطفة.

 أتذكر هذه المكالمة الأخرى. إنه يوم 12 أغسطس 2011. كنت أحتفل بعيد ميلاد صديقي جان نوفيل في قرية في بروفانس. يرن هاتفي. إنه هو مرة أخرى، جبريل، يطلب مني أن أبلغ من يهمه الأمر أن وقت الانتفاضة النهائية في طرابلس قريبة. ويضيف، أنه يبقى هناك حوالي عشرين موقعًا لانصار القذافي، والتي لا يمكن إلا للطائرات الإماراتية والفرنسية تحييدها. شعرت بالقلق في تلك الليلة..

 ثم، في 25 أكتوبر، آخر اجتماع رسمي لنا. إنه يوم النصر.  أنا، مع جيل هيرتزوج، في حرارة عالية، أسفل المنحدر الذي يصل إلى أقسام الطوارئ بمستشفى طرابلس. تصل خمس مروحيات، الأخيرة في هذه الحرب، التي تجلب ساركوزي وكاميرون، و ترسل في اثناء الهبوط، عواصف من الغبار والرمل المتسخ. جبريل، مثلنا جميعاً، يخفض رأسه.  لكن هذه هي المرة الأخيرة. أستطيع أن أرى في عينيه أنه لن يخفض رأسه مرة أخرى. التدافع. الحشد المنصهر. الذي لم يكترث بالبروتوكول. رأيت جبريل يبتسم. رأيت جبريل سعيدا. وقت تلك الابتسامة، وقت التنهد الذي هو اليوم الأول للحرية، رأيت جبريل الرهيب يتحول إلى رفيق مبتهج، يتدافع، يتدافع، يضبط نظارته التي تكاد تسقط، و يمزح، و ينزع شخصية التكنوقراط الغاضب.

 لا أعرف من الذي في هذه الأوقات من الكوليرا العالمية، سيكون لديه القلب ليهتم بخبر موته.

 لكنني أعلم أنه حتى أنفاسه الأخيرة ظل مخلصًا للقسم الذي أقسمه، من طبرق إلى مصراتة والكفرة، أنصار ليبيا حرة وديمقراطية ومسالمة.