2) في غيبة الوعي القومي وتوحيد الأمة بعودة الشيئ الى طبيعته إنسجاما مع العصر الذي يقوم على أساس الدولة القومية وخدمة لاهداف الأمة "العرب في مهب الريح وتعمل المخططات لاجتثاثهم بشكل مدروس وخطير".
أن التحديات التي واجهت العرب منذ بداية القرن العشرين، وكيف تم تنفيذ تلك المخططات حتى الحقت الهزيمة بالمشروع القومي بعد كامب ديفيد 1979، ورأينا أن ذلك أسس لمشروعين يجري الأن تنفيذهما وهما:
1. الشرق الأوسط الجديد 1983.
2. مشروع الإبراهيمية بدأ عام 1990 ودخل التنفيذ عام 2019.
وقد شرع في تنفيذ هذين المشروعين المتكاملين اللذان يستهدفان القضاء على العرب وجودا ومشروعا حضاريا والتنفيذ يتم على المستويات الثقافية والسياسية والدينية من جهة، والمستوى العسكري من جهة أخرى، ويمكن هنا التوقف عند بعض المحطات:
- غزو العراق عام 2003 وتحطيم الدولة وأعدام الرئيس صدام حسين وتنفيذ المخطط، وهو الغاء الدولة الوطنية واحلال محلها دولة الطوائف والشعوبية تكريسا للسنة والشيعة / وليس العرب في العراق ومع الأكراد يذكر تسمهم ابرازا لدورهم الشعوبي والمحصلة نفي عروبة العراق، والحال واضح وهو ثار من التاريخ، اي من العرب لذلك وافقت امريكا مشاركة أيران في العراق.
* ثم جاء ما سمي بالربيع العربي 2011 وهو توظيف الأوضاع التي سبق وصفها "التخلف والتجزئة والتبعية" وإثارة التمرد واثارة الفوضى باسم حقوق الإنسان والديمقراطية "تجاهلا لأن أمة مجزأة لا يمكن لدولة "غير طبيعية" أن تنحز الديمقراطية والتقدم" وتم اختيار أنظمة محددة لتغييرها بعد العراق وهي تونس، مصر، ليبيا، سوريا واليمن، بينما بقيت الملكيات والإمارات ومعروف المغزى من هذه الأحداث التي هزت الوطن العربي بالاحتراب والخراب ولم يتم الإصلاح أو المصالحة عبر عشر سنوات وقد توصلت قوى حركة التحرر العربي إلى أن ما جرى ليس بثورة "لأنه توسل بالعنف والاستقواء بالخارج" وإن كان حق الجماهير التغيير السلمي وللأسف لا تزال معظم تلك البلدان تعاني من أثار ذلك، وانه من غير الوحدة العربية لايمكن احراز تقدم على اي صعيد.
* وكما سبق الإشارة إلى جانب (توظيف الشعارات الديمقراطية وحقوق الانسان) فقد وظف العنف والعدوان وأخطر تجلياته ماجرى في العراق وليبيا وسوريا ومعروف ان ليبيا هاجمها الناتو ومشاركة دول عظمى منها أمريكا، فرنسا، بريطانيا، إيطاليا وتركيا وعدد للأسف من الدول العربية، فواضح أن توظيف العنف هو لفتح الطريق لتلك المخططات التي وضعت للقضاء على العرب.
* كشفت تلك الأحداث أن المخططات الأجنبية نجحت في توظيف الأنظمة العربية ليس فقط بتبعيتها، لكن بتوظيفها في خدمة المشروع الأمبريالي الصهيوني من جهة وباستقطاب التيار المتأسلم الذي سمح له بالظهور فشاركوا في تنفيذ تلك المخططات ووصلوا للسلطة.
- وتم التنفيذ بعد توظيف العامل الثقافي والديمقراطي باستخدام السلاح بالزج بالدين في تنفيذ المخططات التي تستهدف العرب، أخذا بعين الأعتبار تأثير الدين على العرب مسلمين ومسيحين، وجاءت مبادرة (الإبراهيمية) بين اليهود والمسيحيين والمسلمين لإنتاج دين أرضي باسم الإبراهيمية، مستهدفين نتائج هامة وخطيرة.
* وفي ضوء ذلك، وعبر مخططين معلنين للسياسة الأمريكية والصهيونية "الشرق الأوسط الجديد والإبراهيمية" يتم الآن اهالة التراب على الوجود العربي ومشروعهم الحضاري.
- الأسم أصبح رسميا ومدونا بالخرائط "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
- الأطار السياسي "اتحاد الدول الإبراهيمية" اعتمادا على ما توصلت له الجامعات ومراكز البحث الأمريكي الصهيوني والذي يدار من خلال إدارة معروفة بوزارة الخارجية الأمريكية، أي أنه لم يعد للعرب كما يتصورون أنفسهم وجود مادي أو معنوي، بل أنهم رهن الخريطة السياسية والحضارية والدينية التي رسمتها "القوة والدم" وكرسها ما سمي بالربيع العربي، وبذلك لم يعد لفلسطين ذكر، ناهيك بتأسيس دولة وطن، لأنها جزء من خارطة تم تغييره.
* ما يهم هنا والأن، هل يوجد وعي عربي بهذا التطور الأخير، وماذا يعني ما أقدمت عليه الإمارات والبحرين والسودان والمغرب من تطبيع على أساس "الإبراهيمية"ذلك للأسف يعني أن مخطط اجتثاث العرب يسير بوتيرة سريعة:
- تخلف الوعي العام وعدم التبصر للأحداث المستجدة.
- الأنظمة العربية تم ترويضها ليس فقط للخضوع دائما للاستعمار لكن الأن للدور الوظيفي لتنفيذ ما يخطط للمنطقة على كل صعيد.
- وزاد الطين بلة من وتيرة عدم الوعي، هو الارتباك الخطير في العلاقة بين التيارات الفطرية والقوى السياسية التي شرعت الأحزاب، وهو ما يهم في تنفيذ تلك المخططات.
* والأخطر أن الناس لا يزالون يغطون في نومهم، وبدأت الحياة تسير وأنهم سوف يصلون إلى أهدافهم ولا يقيمون كبر وزن لما فعلته تلك المخططات من تغيرات جسيمة.
- للأسف المنطقة بكاملها تعيش واقع الاحتراب وعدم الوعي بما يمر به العالم من مواجهات جعلت من الوطن العربي مسرحا للتوظيف الإستراتيجي، وقد شطب على المشروع القومي والاعتراف فقط "أوروبا والكيان الصهيوني وتركيا وإيران".
للحديث بقية.