علق الأمين العام للتيار الشعبي التونسي، زهير حمدي، على إمكانية قيام قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" بنشر قوات عسكرية مقاتلة في تونس، بسبب النزاع القائم في ليبيا، رغم إعلان "أفريكوم"، أن لواء المساعدة الأمنية، جزء من برنامج المساعدة العسكرية وليس المقصود بها قوات عسكرية مقاتلة.
وذكر أمين التيار الشعبي التونسي، أن السلطات التونسية، التزمت الصمت تجاه هذا البيان الخطير الذي تجاوز التعاون الأمني والعسكري إلى السياسي من خلال الإشارة إلى التصدي للنفوذ الروسي المتزايد في ليبيا، موضحًا أن ذلك مؤشر آخر على رغبة الإدارة الأمريكية وحلفائها على تحويل تونس إلى قاعدة خلفية لهم في الصراع الدولي المحتدم.
وأدن أن التيار الشعبي الخطوة الأمريكية الخطيرة التي تمثل انتهاكًا سافرًا لسيادة تونس وتوريطا لها في الصراعات الدولية والإقليمية المحتدمة، وتؤكد الصلف والعنجهية الأمريكية في تعاطيها مع الدول التي تعتبرها مجالاً حيويًا لحروبها وتدخلاتها لإدامة هيمنتها على العالم، مؤكدًا أيضًا أن الإدارة الأمريكية تعمل منذ عقود طويلة على إرساء قواعد عسكرية لها في تونس والمغرب العربي.
ولفت أمين التيار الشعبي التونسي، أن الإدارة الأمريكية تقوم بتهيئة المسرح الاستراتيجي من خلال دفع المنطقة للفوضى عن طريق المجاميع الإرهابية التي يقوم حليفها النظام التركي بتحويلها إلى ليبيا، وما سينجر عن ذلك من تدخلات إقليمية ودولية يكون ذريعة لأمريكا للتواجد العسكري على غرار ما حصل في المشرق العربي بهدف تدمير دول المنطقة وتقسيمها.
وأكد مُجددًا أن القوى الاستعمارية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية والحركة الصهيونية ومن خلال أدواتهم، هدفهم في ليبيا كما في غيرها من الأقطار العربية هو إطالت الفوضى، موضحًا أنه لا حل إلا بتحمل القوى الوطنية والشعبية في المنطقة مسؤوليتها من أجل التحرك للضغط على أنظمتها الخانعة والمستسلمة لوضع حد للتدخلات الأجنبية وللصراعات المسلحة الأهلية، ومساعدة الشعب الليبي على مكافحة الإرهاب وحفظ وحدة وسيادة بلاده وإعادة بنائها على أسس وطنية وسيادية وديمقراطية.
ودعا أمين التيار الشعبي التونسي، الشعب التونسي وقواه الوطنية، وكل أبناء المغرب العربي إلى اليقظة والحذر لما يدبر لبلادنا والمنطقة والاستعداد لمقاومة كل أشكال الوجود العسكري الأجنبي، ووضع حد لكل القوى المرتبطة بالمشروع الأمريكي الصهيوني، وعلى رأسهم النظام التركي، ومجموعات الإخوان المرتبطة به، والتي تحاول إعادة سيناريو المشرق في المغرب العربي ومصر