اهم الاخبار

#متابعات وراء كل خائن كبير _ إمرأة

بقلم : 15 أغسطس 2020

#متابعات 
وراء كل خائن كبير  _ إمرأة
سيدة الظل والضباب .. وقائع فساد دولة بطلتها " نادية رفعت"
 
هي حكاية تبدو كحكايات الأساطير القديمة، أو كأنها واحدة من قصص الرعب، التفاصيل فيها أكثر من قدرة العقل البشري على الإدراك، لدرجة أنك تود لو أنك تعيش كابوسا مزعجا ستصحو فيه من النوم فجأة لتجد أن الحقيقة مختلفة، إنها حكاية السيدة التي تحكم ليبيا من الظل و تتحكم بالمصائر، تعين المسئولين وتقيلهم ، تقود مافيا النهب والكسب غير المشروع و الإثراء الفاحش بلا سبب، حكاية المرأة اللعوب التي لا يرد لها أمر، إنها نادية رفعت زوجة فائز السراج رئيس ما يعرف بالمجلس الرئاسي ، أو قل إنها حكاية ليبيا المغدورة في زمن الغلمان وسماسرة الحروب وتجار الدم و صعاليك الصعود فوق جثث الشعوب وعلى ركام الأوطان
 
بدأت حكاية نادية ذات الأصول المصرية منذ سنوات طويلة، عندما كانت الطفلة المدللة و المقربة لعز الدين الهنشيري و تشغل منصب السكرتيرة الخاصة عندما كان أمينا لشعبية طرابلس، و استغلت قربها منه لتقوية نفوذها،  علاوة على علاقات جمعتها مع أحمد الأخضر أحد المسؤولين في مشروعات ليبيا الغد و آخرين يعلم الكثير أدق تفاصيلها ، أما قصة توحشها وسيطرتها على مقاليد الأمور فبدأت بعدما أضحى فحلها المسيس رئيسا للمجلس الرئاسي، فتصاعد نفوذها وقويت شوكتها حتى أصبحت الحاكم الحقيقي للبلاد، و تحول زوجها لمجرد ستار لأعمالها المشبوهة وفسادها الذي يزكم الأنوف ويشيب لهوله الولدان
 
الحكايات تبدو كأنها أسطورة أو قصة من أفلام المافيا والتفاصيل تكشف سقوط ليبيا بين أيدي عصابة لا يهمها إلا تحقيق مصالحها ولو على حساب وطن ينهار، إحدي هذه الحكايات على سبيل المثال لا الحصر هي حكاية المؤسسة الليبية للاستثمار التي تتحكم في مليارات الدولات من الأموال الليبية، فبعد قرار لجنة العقوبات في الأمم المتحدة برفض توصية لجنة الخبراء بتجميد أصول الشركات التابعة لها، عقدت نادية رفعت اجتماعا في لندن حيث تقيم بغية الاستيلاء على مبلغ مليار و 250 مليون دولار _ ضم كلا من زوجة فيصل قرقاب الوسيط المشبوه الذي يأكل على كل الموائد و المتهم في قضايا اختلاس و بيع لكبريات الشركات الليبية و على رأسها شركة الثريا للاتصالات ، و زوجة حافظ قدور ممثل ليبيا لدى الاتحاد الأوروبي، انتهى الاجتماع إلى  الاتفاق على إزاحة رئيس المؤسسة الليبية للاستثمار علي محمود حسن من منصبه وتكليف فيصل قرقاب بديلا عنه، ورغم كل الشبهات التي تحيط بقرقاب واتهامات الفساد التي وصلت إلي للجهات الرقابية حيث خرج تقرير شامل لفساده عن سنوات طويلة جداً، إلا أن بنت الخدور أصرت على ترشيحه للمنصب بغية السيطرة من خلاله على أموال المؤسسة الليبية للاستثمار ووضعها رهن تصرف المافيا التي تقودها
 
في أبريل الماضي دوت الفضيحة الجلل حيث عقد فائز السراج اتفاقا مع شركة جونز الأمريكية تحت غطاء تدريب وتأهيل قوات الأمن الليبية، تحصل بموجبه الشركة – وفقا للتعاقد – على مليار وستمائة وخمسين مليون دولار، الاجتماع لم يحضره أي مسئول أمني تابع للوفاق، كان الحضور فقط للمجموعة المقربة من السراج والمتحكمة في مفاصل الصفقات كريهة الرائحة، وعلى رأسهم أحمد معيتيق نائب السراج و صاحب العلاقات المريبة وطاهر السني مندوب الوفاق في الأمم المتحدة و المتورط في قضايا استيراد محظورة وفيصل قرقاب، لكن في الخلفية كان يقف تنظيم العاهرات اللواتي يدعين الشرف و يحركن الأمور كعرائس على ركح المسرح من وراء ستار، حركت الصفقة نهياد شقيقة أحمد معيتيق ، وفادية القلال زوجة السني وشادية قرقاب شقيقة فيصل ، و بالطبع كالعادة لم تظهر نادية في الصورة لكن المؤكد أنها رأس الحربة أو ما يمكن أن نطلق عليه الرقطاء الليبية ، لتتحصل أعضاء المافيا في تلك الصفقة فقط على مبلغ 650 مليون دولار تم تقسيمها بينهم من أموال ودماء الشعب الليبي
 
حكومة الوفاق أو حكومة نادية رفعت كما يطلق عليها لا يمكن أن يتجرأ  أحد فيها على الاعتراض أو المخالفة بعد أن سيطرت زوجة السراج على أركانها و أصبحت الآمر الناهي في تصرفاتها وسياساتها، خاصة ما يتعلق بالشئون المالية والاستثمارية، ويوصف عدد من المسئولين بالوفاق برجال نادية و على رأسهم تاج الدين الرزاقي مستشار السراج و عراب التغيرات و الذي يوصف داخل أروقة الرئاسي بمستشار الأمن القومي و المجرم فيصل قرقاب ومحمد الهيثم وكيل وزارة الصحة بحكومة الوفاق و ذراع نادية المالي المتورط في شبهات فساد و جرائم مالية و على رأسها سرقة مخصصات ملف الجرحى و الاستيلاء على مبلغ 300 مليون دولار لمواجهة كورونا ومعتصم الضاوي الذي تحول فجأة من مصور إلى دبلوماسي ليعمل في منصب السكرتير الخاص للسراج قبل تعيينه لدى سفارة ليبيا في إسبانيا و مازن بن رمضان و هو العراب الذي أدخل السراج في جيب ليون عميل المخابرات الأمريكية و المهندس الأكبر لمجلس شوري بنغازي و صاحب فكرة إنشاء الدروع في ليبيا وصرف المبالغ الضخمة عليها ، إضافة لعبد الرزاق المنفي و غيرهم، كل هؤلاء علاقتهم مباشرة برفعت يقدمون لها فروض الولاء والطاعة والخدمات والأموال ليل نهار، ولا يستطيع كائن من كان أن يقترب منهم أو أن يفكر في تغييرهم ، علاوة على تدخلها للإبقاء على أمين عام مجلس الوزراء بحكومة الوفاق الطاهر عامر رغم بلوغه سن التقاعد، بهدف تسهيل إجراءات مالية وتعيين أصدقاء وأقارب في مراكز حساسة  
 
تشير تقارير خبراء الاقتصاد المتخصصون في الفساد المالي، أن زوجة السراج كونت شبكة من المنتفعين وناهبي المال العام لاستنزاف ثروات ليبيا، تمد خيوطها ما بين حكومة الوفاق والمؤسسات المالية الكبرى، وتشير المعلومات أن تلك الشبكة مسئولة عن عمليات التعاقد مع الشركات الأجنبية لاسناد المشروعات إلي الشركات في الداخل و الخارج ، كما تمتد أذرع مافيا نادية إلي عمليات التهريب المنظمة للنفط عبر السواحل الليبية، إضافة إلي تهريب البشر والاتجار باحتياجات الشعب الليبي من المواد الغذائية، حيث تستغل حالة الفوضى وغياب أي دور للدولة و تفاقم الأزمات الحياتية لليبين لاستيراد وتخزين السلع وطرحها بأضعاف أسعارها الحقيقية
 
مافيا سيدة الظل التي تحكم ليبيا من عاصمة الضباب في لندن لا تتوقف عند حد معين، ولا تظهر خليلة إبليس في الصورة بشكل مباشر حيث تعزف عن التواصل مع أجهزة الإعلام للإبقاء على دورها بعيدا عن الأعين، وإذا حاولت استخدام محرك جوجل الشهير للبحث عن معلومات حول نشاطها  فلن تعثر على الكثير، فما هى إلا مجرد أخبار قليلة متناثرة هنا وهناك، لكنها في الحقيقة تقود شبكة المصالح الممتدة على مساحة و بعد الوطن ، غير أنها تعتمد في نشاطها على الأذرع التي قامت بتثبيتها داخل المؤسسات ، إضافة إلي بعض اللاعبين من خارج الكيان الحكومي
 
فإلي أي مدي يمكن الحديث عن فساد نادية رفعت الغارقة في المجون حتى أخمص قدميها و المجاهرة بصداقاتها مع شخوص الكيان الصهيوني و عل الصورة التي جمعتها بزوجة ريس وزرائه نتنياهو لأكبر دليل ، و أي كلمات تلك التي يمكن أن تصف ما يحدث في ليبيا المنكوبة و الغارقة بالفاسدين والمتآمرين، تقف اللغة عاجزة أمام المشهد المأساوي حد العبث، و بالطبع نحتاج إلي قاموس جديد و أوصاف تتجاوز حدود الخيانة و مقاس الزمان و المكان، فهذه الطغمة الحاكمة لم تكتف بالمشاركة في تحويل ليبيا إلي ركام وتقطيع أوصالها بل قدمت تنازلات عنها بلا ثمن و سلمتها لصراعات إقليمية ودولية تكاد تصل بها إلي مرحلة التقسيم الرسمي بعدما أصبحت مقسمة فعليا بين فصائل متناحرة
فيا عذرائنا أيتها الأيقونة المعجزة، كيف تقاومين كل هذا العبث و كيف تستيقظين كل صباح على قطعة مسروقة من جسدك وتهبين لاحتضان أبنائك حتى لا يسقطون في تيه الخراب والفوضى أكثر ، و كيف تنزعين السهام التي تصيبك وتشرقين كشمس لا تخذل أشجارها تتغنى بوديانها و حدودها و جدرانها و إنسانها ولا تخلف مع أرضها موعدا
نعرف أنك حبلى بوعد التجدد والنهوض و ببطل قادم  يزيح عن كاهلك ثقل الأحزان و عفر سنون طوال ، و نعرف أنك ستنهضين من وسط الحرائق كطائر الفينيق، أما من حملوا على ظهورهم العار ولوثوا وجهوهم بالمهانة، وقبلوا أن تحمل رؤوسهم أكاليل الخيانة فموعدهم الصبح وإن الصبح لقريب