#تقرير .. نقلا عن موقع بوابة افريقيا
بتصرف
في منطقة بوقرين والوشكة الواقعتين على مسافة أكثر من 130 كلم غرب سرت ، تتمركز جماعات المرتزقة والإرهابيين المرتبطة بغرفة العمليات التركية وميلشيات تابعة لحكومة فائز السراج في منطقة مفتوحة على مرأى من قوعد طيران الحربي ، الذي يقوم على مدار الساعة بعمليات استطلاع لرصد تحركاتها ، وقصف أرتالها في حال تحركها نحو المجال الإداري لسرت وضواحيها.
وفي الوقت الذي تقرع فيه طبول الحرب من قبل الميلشيات والمرتزقة ، نقلت صحيفة « البيان » الإماراتية عن مصادر ديبلوماسية بالعاصمة التونسية، أن تركيا لن تحاول الهجوم على منطقتي سرت والجفرة لأنها لن تجرؤ على خوض حرب إقليمية مع مصر على الأراضي الليبية .
وأضافت أن تحذيرات الرئيس عبد الفتاح السيسي ورسمه الخط الأحمر حول المنطقتين ، واستعدادات القوات المسلحة المصرية لدعم الجيش الوطني الليبي ، أطاحت بخطة أردوغان للهجوم على سرت والجفرة بهدف السيطرة على منابع الثروة النفطية وخاصة في منطقة الهلال النفطي ، كما طرحت إمكانية خلط الأوراق من جديد بشكل متسارع يؤدي الى تغيير في الوضع الحالي بغرب البلاد لفائدة القوات العكسرية التمركزة في سرت والجفرة ،مؤكدة أن تغير موازين القوى في ليبيا والمنطقة بعثرت أوراق أردوغان على مشارف سرت والجفرة.
وتابعت المصادر أن النظام التركي لا يمكن أن يتحمل أية خسائر عسكرية جديدة ، خصوصا وأن هناك رفضا شعبيا في بلاده للتدخل المباشر في ليبيا ، كما أن المعارضة القوية في بلاده ستستغل أية خسائر يمنى بها لتوجيه ضربات إضافية لشعبيته المتراجعة بقوة نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والممارسات الديكتاتورية للنظام ، لافتة الى أن أردوغان خطط منذ البداية لتحقيق مكاسب في ليبيا دون خسائر ، وذلك من خلال الاعتماد على مرتزقة أجانب تتم إدارة تحركاتهم من قبل عناصر تابعة لشركة « صادات » الأمنية الخاصة، وبعض العسكريين المرتبطين عقائديا بحزب العدالة والتنمية ، والذين يوجدون في مواقع محصنة ، ولا يشاركون في أية مواجهات ميدانية.
وأردفت أن أردوغان لا يدفع ليرة واحدة من المال التركي على وجوده في ليبيا ، وإنما يحصل على تمويلات من قطر وحكومة فائز السراج ، وهو الى حد الآن مستفيد ، وليست له الجرأة لدخول مغامرة تدفع به الى خسارة تطيح بما تبقى من رصيد شعبيته في بلاده.
وأوضحت المصادر أن أردوغان تدخل في ليبيا منذ يناير الماضي بضوء أخضر أمريكي وغطاء من حلف الناتو بزعم مواجهة التغلغل الروسي في الضفة الجنوبية للمتوسط ، لكن الوضع تغير حاليا وخصوصا بعد الموقف الفرنسي القوي الذي بات يجد دعما من دول أوروبية أخرى ، قبل أن يأتي الموقف المصري الذي قلب جميع الموازين وأطاح بمخططات النظام التركي .
وأشارت الى أن أردوغان حاول في أكثر من مناسبة إقناع الإدارة الأمريكية بالضغط على مصر للتراجع عن موقفها بإعلان سرت والجفرة خطا أحمر ، أو بتوفير غطاء سياسي ودعم عسكري لهجومه على سرت والجفرة ، بدعوى طرد الروس من ليبيا وإعادة فتح الحقول والموانئ النفطية بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين ، لكن موقف واشنطن خلال الفترة الأخيرة لم يكن مشجعا.
وأبرزت المصادر أن أردوغان لا يمكن أن يتورط في اشتباك مباشر مع مصر ، وأن أغلب مستشاريه نصحوه بالحذر من خوض أية مغامرة غير محسوبة العواقب في ليبيا ، وأكدوا له أن أي مواجهة عسكرية مع مصر داخل الأراضي الليبية قد تتحول الى فخ سيكون من الصعب الخروج منه ، نظرا لكثرة الأعداء المتربصين به وبنظامه كفرنسا واليونان وروسيا و عدد من الدول العربية ذات الثقل السياسي والعسكري والاقتصادي ، خصوصا وأن حلف الناتو سبق أن أكد له أنه غير معني بالدفاع عن تركيا إلا في حالة تعرض أراضيها للاعتداء ، أما مغامرات النظام خارج أراضي بلاده فهو وحده من يتحمل مسؤوليتها.
وأبرزت المصادر أن هناك تفهما إقليميا ودوليا لموقف مصر المدافع عن أمنها القومي من داخل العمق الليبي ، وهو ما لا تستطيع تركيا نكرانه وهي التي تتدخل في سوريا والعراق تحت شعارات الدفاع عن أمنها القومي ، وتابعت أن هناك مخاوف لدى أردوغان من تمرد الجيش التركي ورفضه التدخل المباشر في ليبيا ، وهو ما جعله يعتمد على المرتزقة وشركة «صادات » الأمنية وبعض الجنرالات من ذوي الميولات الإخوانية المحسوبين على حزب العدالة والتنمية.
وكان موقع « مونيتور » السويدي التابع لشبكة نورديك للأبحاث والمراقبة ومقرها ستوكهولم كشف الأسبوع الماضي أن من يتولى الإشراف الميداني على التدخل التركي في ليبيا هو عميل المخابرات التركية صادق أوستون الذي لعب دورًا رئيسيا في تنظيم الجماعات الإسلامية في ليبيا عام 2011، وعاد لاحقًا إلى تركيا لإدارة العمليات السياسية نيابة عن أردوغان، وكان له الدور الأبرز في تنفيذ عملية الانقلاب المزعوم في يوليو 2016 بهدف التخلص من أعداء النظام ومناوئي المشروع الإخواني داخل مفاصل الدولة التركية.
كما رجحت المصادر أن يتم الدفع بجماعات من المرتزقة والإرهابيين الى جس نبض الجيش الوطني الليبي ورد الفعل المصري عبر هجوم محدود على منطقة الجفرة ، على أن تزعم تركيا أنها تدعمه دون المشاركة فيه ..
وتابعت أن هناك ميلشيات تضم مسلحين محليين من المنطقة الغربية بقيادة المليشياوي اجير الحرب المدعو أسامة الجويلي مدعومة بمرتزقة أجانب من جنسيات سورية وتونسية وتشادية وغيرها ، تتمركز حاليا بمنطقة الشويرف التي توجد الى الجنوب من طرابلس ب400 كلم ، والى شمال الجفرة بحوالي 200 كلم ، بهدف تنفيذ هجوم مباغت على الجفرة ، غير أن القوات العسكرية قامت بتحصين المنطقة بأكثر من 15 ألف مقاتل وأسلحة متطورة منها منظومة دفاع جوي حديثة للتصدي الى أي غارات سواء من قبل الطيران الحربي أو الطيران المسير المعادي.
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم غولن ، قال أول أمس الأحد، إن بلاده ليست مع تصعيد التوتر في ليبيا، لكنها ستواصل دعم حق الحكومة الشرعية في طرابلس بالدفاع عن نفسها
وأضاف في لقاء مع قناة "إن تي في" التركية: "لسنا مع تصعيد التوتر في ليبيا، ليس لدينا أي خطة أو نية أو تفكير لمجابهة أي دولة هناك، للحكومة الوطنية الليبية حق الدفاع عن نفسها. وتركيا حتما ستواصل تقديم دعمها لهذه الحكومة".