#أوج_روما
أكدت وكالة نوفا الإيطالية، أن الدكتور سيف الإسلام معمر القذافي، عاد إلى وسائل الإعلام مؤخرًا بسبب تداول أنباء عن خطة لقتله دبرتها المخابرات التركية.
وأوضحت الوكالة الإيطالية، في تقرير لها بعنوان “سيف الإسلام القذافي لا يزال في قلب الأحداث لحل الأزمة في ليبيا”، أن ضعف خليفة حفتر، والاعتماد المفرط على تركيا من قبل رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية فائز السراج، يمكن أن يدفع بعض الجهات الدولية الفاعلة للتركيز على الدكتور سيف الإسلام، مشيرة إلى أن له دور نشط في ليبيا، وأنه على الرغم من ارتباطه بقوة بالنظام الجماهيري، إلا أنه لا يزال يملك علاقات دولية مهمة ودعم محتمل في الداخل.
ووفق الوكالة الإيطالية، أكدت مصادر مُطلعة أن الدكتور سيف الإسلام يتحرك في هذا الاتجاه منذ شهور، مؤكدة أنه بدأ بعد إطلاق سراحه من قبل ميليشيات الزنتان في الصيف/يونيو 2017م، في التحرك في الدوائر التي تولي أهمية خاصة لليبيا، لكن الحقيقة الأكثر أهمية كانت هي علاقاته القوية بموسكو.
وأكدت الوكالة الرسمية الإيطالية، أنه وفقًا للعديد من المراقبين، فإن سيف الإسلام هو الأكثر تجهيزًا ثقافيًا لمشروع قيادي محتمل، للعلاقات الدولية التي تعقدت حتى قبل وقت قصير من اغتيال القائد الشهيد معمر القذافي، لا سيما مع المملكة المتحدة.
وأشارت مصادر “نوفا”، إلى أنه في وقت النظام الجماهيري، اعتبرت حكومات كثيرة، بما في ذلك إيطاليا، أن الدكتور سيف الإسلام هو الشخص الوحيد الذي تلجأ إليه في حالة وجود مشاكل خطيرة، وفي أكثر من مناسبة أظهر أنه يمكن أن يتحدث ويستحوذ على الموقف.
واعتبرت مصادر “نوفا”، أن الصعوبة الرئيسية تكمن في استثماره الافتراضي حتى الآن، مشيرين إلى معارضة تركيا لعودة سيف الإسلام، بالإضافة لتحفظ بعض دول الخليج، مثل المملكة العربية السعودية، حيث كانت في الماضي من بين المعارضين الرئيسيين للنظام الجماهيري، ومن ضمن من يدعمون الآن خليفة حفتر وقوات برقة.
ولفتت الوكالة الإيطالية، إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، انتشرت أنباء عن محاولات عديدة قامت بها المخابرات التركية وحكومة الوفاق غير الشرعية لاغتيال سيف الإسلام القذافي، أو على الأقل القبض عليه، وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية، خاصة بعد رفض استئنافه من قبل الجنائية الدولية في 10 الربيع/مارس، ومطالبتها بمثوله في لاهاي.
وكشفت الوكالة الإيطالية أنه تم تداول أنباء الأسبوع الماضي حول إنشاء المخابرات التركية لغرفة جديدة يديرها آمر التسليح بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وآمر معتقل الهضبة سيء السيط السابق، خالد الشريف “أبو حازم”، والمقيم في اسطنبول، وآمر الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة عبد الحكيم بلحاج، الذي ستكون أهدافها الرئيسية البحث عن الدكتور سيف الإسلام واغتياله أو اعتقاله وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية لإنهاء دوره السياسي.
وأفادت “نوفا”، أن قائد قوة الزنتان، المدينة التي لجأ إليها الدكتور سيف الإسلام، كشف عن مخطط القبض على الدكتور سيف الإسلام واغتياله من قبل المخابرات التركية في مقابلة سابقة مع الوكالة.
وأوضحت الوكالة، أن القيادي بالزنتان، محمد بوكراع، أكد أن سيف الإسلام القذافي، يخضع لمراقبة شديدة من قبل رجاله، وأن تركيا “لن تكون قادرة على الوصول إليه”.
وأكدت أنه بحسب بوكراع، فإن الدكتور سيف الإسلام في مكان لا يعرفه سوى عدد قليل من الناس، لافتًا إلى أن سيف الإسلام على علم بجميع المحاولات التركية والغربية لاعتقاله أو اغتياله، وأنه يتابع الوضع في ليبيا عن كثب، وخاصة التطورات في طرابلس.
وتسعى ميليشيات وأجهزة استخبارات، في البحث عن الدكتور سيف الإسلام القذافي، الذي لم يظهر علنًا، ولا حتى مرة واحدة منذ الصيف/يونيو 2017م، تاريخ إطلاق سراحه بموجب قرار العفو العام، الذي أصدره مجلس النواب الليبي.
وكان مصدر أمني رفيع في طرابلس، كشف عن قيام فنيي إتصالات يتبعون مليشيا الردع التي يتزعمها عبد الرؤوف كارة بتركيب “هوائيات” تجسس في الزنتان ويفرن؛ بهدف رصد وتتبع مكالمات بعض الشخصيات التي يُعتقد أنها مقربة وعلى تواصل مع الدكتور سيف الإسلام معمر القذافي ومرافقيه.
وأوضح المصدر الأمني الذي فضل عدم ذكر إسمه لدواعي أمنية، في تصريح خاص لـ”أوج”، أن “الهوائيات” التي تم تركيبها متصلة مباشرة مع غرفة مراقبة الاتصالات الموجودة في قاعدة معيتيقة الجوية والتي يشرف عليها عدد من الضباط الأتراك.
وأشار إلى أن الهوائيات رُكبت تحت زعم أنها هوائيات لتغطية شبكة الجيل الرابع “4G” من شركة المدار، لكن في حقيقتها أنها للتجسس، مطالبا المستهدفين بالحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة لذلك.
وكان نفس المصدر الأمني الرفيع، كشف مهام عناصر ميليشيا الردع، المتواجدة في يفرن ومناطق من الجبل الغربي، بعد ظهورهم المفاجئ في بعض المناطق الأربعاء الماضي.
وذكر المصدر في تصريح سابق لـ”أوج”، أن أحد مهام عناصر الردع التنصت بمعدات حديثة والتقاط مكالمات للدكتور سيف الإسلام معمر القذافي، بالإضافة إلى القبض على الشيخ طارق درمان أحد مشايخ السلف في ليبيا والمعروف عنه دعمه للقوات المسلحة.
وكان عدد من وسائل الإعلام ومصادر مطلعة ونشطاء تداولوا أخبارًا مفادها ظهور مفاجئ لعناصر من ميليشيا الردع الخاصة بالزنتان، للقيام بعمليات اختطاف دون معرفة تفاصيل إضافية من قبلهم.
يشار إلى أن ميليشيا الردع باتت تعمل بشكل كامل بما في ذلك “قوة 20 / 20” بقيادة محمود حمزة تحت أوامر وزير الداخلية بحكومة الوفاق غير الشرعية، فتحي باشاغا، كما أنها أفرجت عن كثير من العناصر المتشددة التابعة للجماعة الليبية المقاتلة وجماعة الإخوان المسلمين، ممن يكنون للدكتور سيف الاسلام القذافي العداء ويخشون عودته للمشهد السياسي، ويرفضون قرار مجلس النواب المنعقد في طبرق، بشأن العفو العام، ويشيدون بدور المحكمة الجنائية الدولية عبر وزير العدل بحكومة الوفاق.