اهم الاخبار

للتحايل على المطلب الأمريكي بحل المليشيات..باشاغا يشرعن المليشيات الإخوانية ويذبح المحلية

بقلم : 03 يوليو 2020

 

يسعى فتحي باشاغا وزير داخلية مليشيات عبيد السلطان التابعة لحكومة السراج الأزميري إلى ضم المليشيات الإرهابية إلى وزارته المزعومة في محاولة لخداع الرأي العام العالمي والولايات المتحدة الأمريكية التي شددت على ضرورة حل المليشيات الإرهابية ونزع سلاحها لتثبيت وقف إطلاق النار، حيث قرّر باشاغا التضحية بالميليشيات المحلية في طرابلس، وضم مليشيات مصراته الموالية للإخوان والتي تحظى بدعم المحتل التركي، لإيهام واشنطن والمجتمع الدولي بالتزامه بحلّ الميليشيات

وفي نفس السياق لم تصمت ميليشيات طرابلس محاولات ذبحها من قبل باشاغا والإخوان ،واشتبكت عدة مرات بالأسلحة مع قوات محسوبة على مصراته، واعتقلت قادة في وزارة الداخلية ، لكنّ ميزان القوى مال إلى باشاغا، نتيجة دعم أردوغان له بالمرتزقة الأجانب، ما يشي بأنّ ميليشيات طرابلس، وغيرها من غير المحسوبين على الإخوان، سيكونون كبش فداء في المرحلة المقبلة، مقابل شرعنة المحسوبين على الإخوان، رغم تورط معظمهم في جرائم جنائية وإرهابية واتجار بالبشر ونهب المال العام.

ونصّ اتفاق "الصخيرات"، المزعوم والذي كرس فوضى الواقع القائم الموقع عام 2015، على حلّ كافة المليشيات المتهمة بارتكاب جرائم جنائية، وأنشطة إرهابية، وانتهاكات كبرى لحقوق الإنسان والاتّجار بالبشر، ونهب المال العام، على أن يكون قرار الحلّ وإعادة الدمج لمن لم يتورط بأيّة جرائم.

لكن بعد مضي خمسة أعوام، لم يتحقّق شيء في هذا الملف سوى قيام مليشيات حكومة السراج، الخاضعة لهيمنة الإخوان، بشرعنة عدد من الميليشيات الإجرامية والمتشددة، بضمّها داخليتها المزعومة، بكامل أفرادها وعتادها ورتبها الوظيفية، والتضحية بعدة ميليشيات على مذبح المفاوضات الأمنية مع الولايات المتحدة.

وتعتمد حكومة السراج الأزميري على ميليشيات تورطت في عمليات إجرامية، ونهب المال العام، والاتجار بالبشر، وبعضهم على صلة بتنظيمات إرهابية، أو تضمّ عناصر مرتبطة بجماعات إرهابية، كما أنها لا تمتلك نواة جيش نظامي، ولا تملك حليفاً حريصاً على إنشاء قوات أمن منضبطة؛ إذ يبرع أردوغان في تأسيس الجماعات الإرهابية فقط، كما أنّها تعتمد كلياً، منذ دخولها إلى العاصمة عام 2016، على ميليشيات متعددة الولاء.

يقول الصحفي المتخصص في الشأن التركي والعربي، محمود السويفي: "جاءت الاتصالات الأمريكية نتيجة ملاحظة القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا "أفريكيوم" وجود انفلات أمني شديد في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة مليشيات السراج ، مع عودة جديدة لنشاط تنظيم "داعش" نتيجة انسحاب القوات من محيط العاصمة ومناطق في الجنوب، وتهريب كبير للنفط والغاز جنوباً".

ويضيف السويفي لـ "حفريات": "هناك اهتمام أمريكي آخر، غير معلن، وهو الرغبة في إنشاء وزارة داخلية قوية في طرابلس، تستطيع السيطرة على حقوق النفط، لتأمين المصالح الأمريكية

ويعمل باشاغا، منذ عام 2018، على شرعنة ميليشيات مصراته؛ فهو ذاته كان الناطق باسم مايسمى بالمجلس العسكري لمصراتة، وأحد كبار داعمي عملية فجر ليبيا الإرهابية، التي انقلبت على حكومة عبد الله الثني ، عام 2014، ، حيث جرى تصنيفها كجماعة إرهابية

ويرى مراقبون أنّ باشاغا، المُفضَّل لدى جماعة الإخوان وميليشيات مصراتة، يسعى إلى تسيد الموقف في العاصمة، للبروز كشخصية قوية يمكن للمجتمع الدولي الاعتماد عليها، وفي هذا السياق تأتي خطواته لإيهام المجتمع الدولي بالعمل على تفكيك الميليشيات، وذلك بالتضحية بالميليشيات الضعيفة، وغير الموالية له.