زعم الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي،أن تركيا موجودة في ليبيا بشكل شرعي وفقاً لاتفاقية ترسيم الحدود الموقعة مؤخراً بين أردوغان ومليشيات حكومة السراج الأزميري، وبالتالي الأمر يختلف عن توصيف تواجده داخل الأراضي السورية، مثلا في سوريا هناك من ينتقد الدور الروسي لكن موجود بناء على اتفاق مع الحكومة السورية، والأوضاع ملتبسة فيها الكثير من الأمور على الرأي العام، لكن الحقيقة تتطلب تعامل دبلوماسي وسياسي في منتهى الدقة، وحالة ليبيا شيء وسوريا شيء واليمن شيء".
وتابع أن ليبيا تشهد في الوقت الحالي تطورات ميدانية، حيث إن "حفتر" بعدما وصل إلى وضع ميداني معين، بدأ في الانحسار نتيجة تقدم مليشيات حكومة السراج الأزميري المدعومة بمرتزقة فيلق الشام الموالي لأردوغان والتي حققت بعض المكاسب الميدانية وصلت إلى محيط مدينة سرت.
وأضاف زكي، في مداخلة على قناة (tn) المصرية، تابعتها "أوج"، أن هذه التطورات الميدانية لها انعكاسات سياسية، والجامعة العربية ومصر والإمارات شاركت في مؤتمر برلين حول ليبيا، وهذه القمة نظمتها الأمم المتحدة مع ألمانيا، والهدف منها توفير مناخ مناسب لليبيين؛ ليجلسوا مع بعض، لأن الوضع الحال من الصعب أن يشهد حوارا سياسيا بين الطرفين.
وتابع: "منذ مؤتمر برلين لم يحدث التقدم المنشود، وحدثت التطورات الميدانية، ما يعنى أن هناك طرفا يسعى لتحقيق نصر عسكري يحسم به المسألة كلها، ومن هنا جاء إعلان القاهرة، والجامعة العربية لها موقف واضح وهدفنا كيف يمكن للطرفين الليبيين أن يستجمعا إرادتهما السياسية، من أجل الجلوس إلى مائدة للحوار حول مستقبل هذا البلد، وحتى لا يفرض الوضع الميداني الشروط على الوضع السياسي.
واستكمل: "الجامعة العربية تشجع الطرفين للجلوس مع بعضهما رغم صعوبة الوضع لأن الإرادة السياسية متراجعة وربما غائبة، وهذه صعوبة نواجهها والأمم المتحدة تواجهها أيضا وكذلك أي طرف يحاول المصالحة أو تقريب وجهات النظر يصطدم بنفس العقبات، ولابد من تفكير وطرح أفكار جديدة حتى لو كانت هذه الأفكار ليست بعيدة عن مسار برلين الذي لم يخرج بالنتائج المرجوة لمستقبل ليبيا موحدة"