على بعد نحو عشرة كيلو مترات جنوب مدينة زليتن وتحديداً في قرية "ماجر" كانت عقارب الساعة تقترب من منتصف الليل، حيث الهدوء يعم إرجاء المكان وصوت القران ينبعث من نوافذ المنازل التي يستعد سكانها لتناول طعام السحور ومن ثم إستقبال فجر يوم جديد من شهر الصيام ، فإذا بصوت إنفجارات ضخمة تهز القرية وتوقظ الأهالي عن بكرة أبيهم على مشهد مروع وسحب دخانية كثيفة تطايرت معها إشلاء الأطفال والنساء والرجال.
أنها ليلة الثامن من شهر رمضان المعظم من العام 2011 الذكرى التاسعة لمجزرة قرية "ماجر" جنوب مدينة زليتن والتي تحل يوم الثامن من شهر رمضان من كل عام ،حيث قصفت طائرات حلف الناتو الصليبي منزلين أو ثلاثة لأهالي القرية موقعة أكثر من 34 مدنيا قتيلا بينهم ثمانية أطفال وعدد مماثل من النساء، بالإضافة إلى جرح آخرين، لكن عدد القتلى قد تجاوز 80 مدنيا وفق ما أعلنت الحكومة الليبية أنذاك.
وأصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا قالت فيه إنه وبعد معاينة مخلفات الذخائر المتفجرة من عين المكان تبين أنها نفس القذائف التي تستعملها القوات المشاركة في عملية "الحامي الموحد" على ليبيا ،كما أشار أن أولى عمليات القصف أصابت منزل "علي حامد غافز "بعد الساعة الحادية عشرة مساء بقليل، وتسببت بمقتل 12 مدنيا خمس نساء وسبعة أطفال كانوا متواجدين في المنزل حينها .
كما أدت الضربة الثانية التي نفذتها مقاتلات حربية تابعة للحلف الأطلسي ،إلى تدمير منزل المواطن "معمر عقيل الجعرود، فتسببت بمقتل زوجته حنان الفرجاني، ورضيعتهما، سلمى، البالغة من العمر تسعة أشهر فقط، ووالدته سلمى محمد أبو حسينة الجعرود، وشقيقته فاطمة عقيل الجعرود
وتسببت الضربة الجوية الثالثة لطائرات الحلف الصليبي بعد ذلك بمقتل 18 رجلاً بمن فيهم أفراد من عائلة واحدة الذين هرعوا إلى منزل معمر عقيل المجاور لانتشال الضحايا. وأخبر الناجون من عائلتي غافز والجعرود منظمة العفو الدولية أنهم لم يلحظوا وجود أشخاص بالقرب من منازلهم قد يكونون هدفا محتملا لشن تلك الضربات الجوية.
وحمل القائد الشهيد معمر القذافي في رسالته الشهيرة إلى رؤساء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بتاريخ 9 أغسطس 2011 ،مسؤولية "المجزرة البشعة التي اقترفها الحلف الصليبي (الناتو)" في منطقة "ماجر" بمدينة زليتن شرق طرابلس.
وقال القائد الشهيد "القوى الدولية ستتحمل مسؤولية المجزرة البشعة التي اقترفها حلف الأطلسي" ،ومازال وعيد القائد يترددّ إلى اليوم ، حيث تتوعد قوات الشعب المسلح وقوات القبائل الشريفة بالأخذ بالثأر لشهداء "ماجر" وكافة شهداء ليبيا والقصاص من الخونة والعملاء والمرتزقة الذين باعوا أوطانهم، مؤكدين أن مثل هذه الجرائم لاتسقط بالتقادم وأن حق الشهداء لن يضيع مهما تخاذلت المحاكم الصورية عن نصرتهم.
وذكر تقرير الأمم المتحدة ،بأن المكان الذي استهدف من قبل حلف الناتو لم يكن عسكرياً بأي شكل من الأشكال وأن إحدى القنابل التى تم استخدامها كانت منتهية الصلاحية منذ العام 2005ف (إنتهاء الصلاحية خاص بجهاز التوجيه) تم ضرب المكان مرتين على التوالي كانت الثانية بعد وصول رجال الإنقاذ مما أذى الى قتلهم رغم أنه لم توجد دلائل على قدومهم في سيارة عسكرية أو أنهم كانوا يشاركون في عمليات قتالية بأي شكل من الأشكال، ولم يتوافر لدى لجنة التحقيق أي سبب يجعل الطيار يحدد هولاء كأهداف عسكرية.
يذكر أن ماتسمى حكومات نكبة فبراير لم تجرأ حتى الأن على فتح ملف مجزرة "ماجر" أو حتى عرضها على المحاكم الدولية أو طلب القصاص لذوي الضحايا الذين يواصلون المطالبة بحق شهدائهم دون توقف.