حكمت الدائرة المدنية الكلية الثالثة بمحكمة شمال طرابلس الابتدائية بان يدفع مسؤولون من الولايات المتحدة الأمريكية لمواطنين ليبيين 3 مليارات دينار (ما يعادل 2541 مليون دولار تقريبا) تعويضا شاملا عن الإضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهم من جراء الغارة الأمريكية في 15 ابريل 1986 على مدينتي طرابلس وبنغازي.
وجاء في حيثيات الحكم إنه حسبما يرويه تاريخ ليلة 15 أبريل من سنة 1986 وبينما كان المدعون وهم 128 مواطنا ليبيا من أهالي ضحايا الغارة الأمريكية على المدن الليبية في 15 من ابريل 1986 ينعمون بليلة أولها نعيم وأمان وختامها جحيم وفزع واضطراب لأفعال اقترفت من المدعى عليهم من الثامن إلى الحادي عشر بناء على أوامر صدرت إليهم من المدعى عليه الأول. ومن الثالث إلى السابع بالاتفاق والمساعدة من المدعى عليه الثاني بصفته..
وتمثلت هذه الأفعال في قيادة الطائرات الحديثة طراز (اف 111 ، اف 14) منطلقة من قواعد الحلف الأطلسي ببريطانيا وحاملات الطائرات الأمريكية بالبحر الأبيض المتوسط ليصبوا حممهم النارية على الأحياء السكنية الآمنة تلك الليلة بصورة عشوائية ليدمروا المنشآت الحيوية والمباني السكنية والمستشفيات والمساجد.
وعاد المدعون إلى المادة الثالثة من اتفاقية لاهاي الرابعة التي تلزم دولة مخالفها بدفع تعويضات عن كل أفعال يرتكبها أفراد يشكلون جزءا من قواتها المسلحة ومنعت مادتها الخامسة والعشرون الهجوم بالقنابل أو بأي وسيلة أخرى على المدن والقرى أو المباني والمساكن غير المحصنة بوسائل دفاعية.
وكانت أمريكا قد شنت يوم 15 أبريل 1986 غارة جوية على مدينتي طرابلس وبنغازي استخدمت فيها نحو 100 طائرة حربية أمريكية واستهدف القصف مواقع ليبية بينها منزل الزعيم الليبي العقيد معمر القذاقي في معسكر باب العزيزية بطرابلس بقصد اغتياله. وخلفت الغارة 41 قتيلا بينهم ابنة بالتبني للزعيم الليبي وعلي يوسف اليازجي رئيس تحرير مجلة فرح أشهر مجلة أطفال في طرابلس إضافة إلى أكثر من 170 جريحا من الليبيين الأبرياء الذين داهمهم الموت الأمريكي وهم نيام. وأمس الاثنين خلد الشعب الليبي الذكرى الثانية والعشرين للعدوان الأمريكي على ليبيا.
وبثت وكالة الأنباء الليبية بهذه المناسبة تقريرا مطولا تحدثت فيه عن أن الشعب الليبي أفشل بتصديه الشجاع أهداف ذلك العدوان الذي جندت أمريكا لشنه إمكانياتها العسكرية الإستراتيجية التي كانت معدة للهجوم على حلف وارسو بقيادة الإتحاد السوفياتي حينذاك. ويسجل المراقبون انه بعد يومين من تخليد ذكرى العدوان سيقوم الرئيس فلاديمير بوتين بزيارة لليبيا في السادس عشر والسابع عشر من شهر أبريل. وفي لقائه مع رئاسة مجلس الدوما الروسي في الحادي عشر من شهر مارس الماضي لم يستبعد الرئيس بوتين إمكانية القيام بزيارات على أعلى المستويات في إطار الحوار الروسي الليبي. وأشار الرئيس بوتين في اللقاء المذكور إلى وجود مشاكل ذات طابع مالي في العلاقات بين روسيا وليبيا، ولكن البلدين يجريان حوارا مكثفا حاليا على حد تعبيره