اهم الاخبار

المقاومة عبر التاريخ لم تكن في جيوش نظامية

بقلم : الفارس الليبي 06 يناير 2020

المقاومة عبر التاريخ لم تكن في جيوش نظامية.. بل وحدات تتشكل بقواسم عقيدة النضال والكفاح الذي دائما ما يكون سري .. لأنها غير خاضعة لسياسة وأملاءات المحتل الذي تتناقض مصالحه مع وجودها ومشروعها.

النضال الليبي ضد جحافل إيطاليا كان في هيئة مليشيات مسلحة ، بينما إيطاليا من أجل تجريم المقاومة أنشأت تحت عبائتها باندات مسلحة لها نياشين ورتب وقيافة وقوانين !!

النضال الجزائري ضد جيش فرنسا كان أيضا في هيئة مليشيات مسلحة،رغم أن فرنسا أستقطبت بعض الجزائريين في وحدات نظامية تحت عبائتها !!

النضال الفيتنامي ضد جيش أمريكا كان أيضا بنفس الصورة ، رغم أن أمريكا حاولت تجنيد بعض سكان فيتنام في وحدات عسكرية نظامية !!

كذلك في العراق الذي هزم جيشه القوي في ثلاثة أسابيع ودخلت الدبابة الأمريكية وسط بغداد ، لكن بعدها عندما تحولت القوة إلى مقاومة شعبية أجبرت 170 ألف جندي أمريكي لإعلان الإنسحاب ..وأنطفأت لاحقا لأسباب عديدة أهمها عندما أنشأ الأحتلال جيش نظامي تحت وصايته المباشرة !!

نماذج كانت فيها المقاومة شعبية ليست في أطار جيش نظامي .. والأسباب لاتحتاج تفكير.. فالمكونات التي تنشأ تحت الأحتلال هي مرتهنة للمحتل الذي سمح بوجودها ومنحها الشرعية وضوء أخضر لمعاركها ..

في ظل الأحتلال .. تكون المكونات الشرعية كلها تمارس دور الخيانة .. للحفاظ على شرعيتها ومزاياها ورواتبها وبقائها .. لذلك نجد الحكومات البرلمانات الجيوش عاجزة على طرد المحتل ولا تفكر في ذلك بالمطلق ..

من هنا .. يكون العامل الوطني والتاريخي .. هو رفض الأحتلال والذي بالضرورة سيترجم لأعمال غير شرعية في منظور الأحتلال .. فتنشأ مقاومة في هيئة مليشيات ثورية مسلحة يكون زادها وحاضنتها وأمدادها الجماهير .. وهي وحدها من تكتب تاريخ مشرف للأوطان .. أما النظامية الهزيلة مثل باندات بالبو فلا أحد اليوم يذكرها إلا بالخزي والعار ..

وفي فكرنا الجماهيري .. نرفض فكرة الجيوش النظامية لأنها تعني أن يموت بعض الناس نيابة عن أخرين لهم ذات الحقوق في الوطن .. ثم أن الجيوش تحت أوامر قادتها وبالتالي قد تنهزم أو تخون أو تهرب إذا خان قادتها .. على خلاف المقاومة الشعبية التي تكون بعقيدة نضالية قاعدية في خلايا بكل شارع وحي وجبل ووادي .. تشتعل وتستمر طالما الوطن تحت الأحتلال ..

بالخلاصة .. ليست الجيوش هي عامل الأستقرار والتحرير في الدول المحتلة ، هذه خديعة كبرى ، لكن الركيزة هي المقاومة الشعبية المسلحة التي لاتخضع لسلطة الأحتلال وأدواتها المحلية ، وتقاومها بكل قوة..