اهم الاخبار

حمير الدلمنت .. وقود فبراير "من التغرير إلى الارتزاق"

بقلم : 29 مارس 2020

حمير الدلمنت:
في عامي 1931 – 1932،اقام الايطاليين سلك شائك في الجزء الشمالي من الحدود الليبية المصرية يمتد من البردية على الساحل إلى الجغبوب، بطول 271 كم وارتفاع 1.7 متر بأربع صفوف. وذلك لمنع التواصل بين الشعبين الشقيقين، ودعم هذا المانع بزراعة الغام حوله.
ونظرا لحاجة الناس من البلدين، للتواصل، فقد اكتسب البعض خبرة في طرق اجتياز المانع بسلام، دون الوقوع في الالغام او الدلمنت من هذه الطرق جلب عدد من الحمير واطلاقها فرادى في اتجاه الحد حيث كلما تضرر حمار اطلق اخر ليكمل الطريق حتى يصل آخرها الى الحد، فيقوم الناس بتتبع اثار الحمير حتى يصلوا بسلام ويعبروا الحدود.
من هنا أتى التعبير الشعبي الليبي " فلان زي حمار الدلمنت "، للدلالة على استغفال شخص للقيام بأعمال خطرة لصالح غيره.

الفرقة الأجنبية:

درجت العادة في الجيوش الاستعمارية الغربية في القرنين الماضيين، تشكيل وحدات عسكرية من الاجانب يتولى قيادتها قاده محليون، توكل لهذه الوحدات كل الاعمال الحربية الخطرة، كالاقتحامات والانزالات المظلية خلف خطوط الخصم .. الخ، ودائما ما كانت الخسائر في هذه الوحدات كبيرة، ويتم تعويضها بسهولة من الشعوب المغلوبة على امرها، يجلب هؤلاء الاجانب بالترهيب والترغيب، وبالجذب الاعلامي عن طريق تضخيم سمعة هذه الوحدات ونسج هالة من البطولات حولها.
واشهر هذه الفرق توجد في الجيش الفرنسي واسبانيا،والكيان الصهيوني،وبعض الدول الاخرى.

الإنكشارية :

عرفت ليبيا هذه القوات في عهد الاستعمارالتركي،حيث شكلت قوات من القراصنة الذين يتم القبض عليهم في البحر المتوسط، واطلق عليها القوات الانكشارية، استخدمت لقمع الثورات الليبية ضدهم كثورة جبر التاورغي ويحي بن يحي السويدي وغومه المحمودي وعبدالجليل سيف النصر..
كما عرفتهم في فبراير 2011م، ولكن بصيغة اخرى حيث شكلت هذه القوات بالاعتماد على المغرر بهم من الشباب الليبي، واقاموا حولهم هالة اعلامية ذات شعارات والقاب براقة .." ثوار .. ثورة.. صدور عارية.. ثورة التكبير..".

غير ان:
الحقيقة التي اغفلها هؤلاء او تغافلوا عنها انهم:
لم يكونوا سوى وقود لنار ينال دفئها الذين اضرموها..
ولم يكونوا سوى مرتزقة على أرضهم يقذف بهم في أتون معارك ضد اهلهم، من قبل امراء المليشيات المجندون كعملاء للغرب..

لم يكونوا للأسف سوى حمير دلمنت وانكشارية وقوات اجنبية لدول غازية استغلتهم لتحقيق اهدافها ثم رمتهم بعد انتهاء مهامهم .