اهم الاخبار

فخ المنطقة منزوعة السلاح في "سرت والجفرة"..ومخطط تقسيم ليبيا وفق رؤية الصهيوني برنارد لويس

بقلم : 12 أغسطس 2020

#خاص_الجبهة_الشعبية

بعد سلسلة من الهزائم والإنسحابات التي منيت بها قوات خليفة حفتر المدعومة من برلمان عقيلة صالح شرق ليبيا، خلال الشهور الماضية، بات الأمر أكثر وضوحاً من ذي قبل، فهؤلاء الذين أوهموا الشعب الليبي طيلة تلك المدة بتحرير كامل تراب الوطن من دنس الإخوان المتأسلمين وحلفاؤهم من الجماعات الإرهابية التي تسيطر على العاصمة بقبضة السلاح، يسجلوا اليوم فصل جديد من الخيانة والسعي وراء السلطة بعد المطالبة بأقامة منطقة منزوعة السلاح في "سرت – والجفرة".

المبادرة التي طرحت من قبل عقيلة صالح رئيس برلمان طبرق خلال لقائه "ريتشارد نورلاند" سفير الولايات المتحدة الأمريكية إلى ليبيا في القاهرة، استدعت إلى الأذهان مخاوف الليبيين بشأن مؤامرات تقسيم البلاد التي تلوح في الأفق منذ فترة لتؤكد لهم أن هواجس الأمس أصبحت اليوم واقعاً مريراً ينفذ بأيدي من وثقوا بهم وأمنوهم مستقبل البلاد.

وبدأت المؤامرة بترجمة "عقيلة صالح" مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب ، إيجاد حل للنزاع الليبي عن طريق منطقة منزوعة السلاح في "سرت والجفرة"، تمهيداً لإعادة فتح قطاع النفط الليبي وتقسيم العوائد المادية على الأرض بين الفرقاء الليبيين، ومن أجل تنفيذ تلك الخطة استأنف "صالح"، اليوم في القاهرة، سلسلة لقاءات دولية وإقليمية في إطار المساعي الرامية لما وصفها بحلحلة الأزمة الليبية.

ووفقاً لـ "حميد الصافي" مستشار عقيلة صالح، فأن الاجتماع الذي عقد بين رئيس برلمان طبرق والسفير الأمريكي لدى ليبيا في القاهرة، ناقش الخطوات الفعلية المتخذة للمضي قدمًا في العمل بمبادرة أقامة منطقة منزوعة السلاح والاتفاق على استمرار وقف إطلاق النار والإبقاء على مدينتي "سرت والجفرة" منزوعتي السلاح لحين استئناف ماوصفه بالحوار السياسي والعودة لطاولة الحوار.

ولايبدو أن خطة التقسيم بجديدة على مسامع الليبيين فهي موجود منذ قرابة النصف قرن ضمن مشروع الصهيوني الأمريكي من أصل بريطاني "برنارد لويس" والتي عرفت إعلامياً بـ "تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ" والتي تأتي في أطار استكمال خطة "سايكس بيكو"التي أقامت حدود أدارية بين الدول العربية.

وتتضمن الخطة التي وضعها "برنارد لويس" خريطة جديدة للشرق الأوسط يظهر فيها تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ والتي يسعى الكيان الصهيوني بتفعيلها اليوم من خلال الأمريكان والأوروبيون والأتراك، يظهر في خريطته 44 دولة عربية وليس الدول العربية على نحو ما هي الآن على أرض الواقع، كما إن الخطة تهدف إلى تغيير الجغرافيا للمرة الثانية بعد المرة الأولى "سايكس بيكو" وهذا يؤكد عدم تخلي الغرب عن الأطماع الاستعمارية في الشرق الأوسط.

ويرى الكاتب الصحفي فايز العريبي رئيس تحرير صحيفتي "أويا وقورينا" أن أقامة منقطة منزوعة السلاح في "سرت والجفرة"،وفقاً لمبادرة عقيلة صالح تهدف للفصل بين جناحي ليبيا الشرقي والغربي كمدخل لتقسيم البلاد.

وتابع "العريبي" أن عقيلة صالح سيتحمل تاريخياً مسئولية هذه المبادرة في حال موافقته عليها باعتباره أرتضى أن يكون أداة لمشروع الصهيوني برنار لويس صاحب خطة "تقسيم المقسم وتجزئة المجزاء"

ويقول الناشط السياسي الليبي ،خالد الحجازي، إن بعض الشخصيات تقدم على مبادرات تفضي إلى تقسيم البلاد بقصد وبدون قصد ، وبالتالي أضعافها وسيطرة الأجانب عليها وأول من بدأ ذلك عقيلة صالح، بعد طرحه لهذه المبادرة التي تهدف إلى تقسيم ليبيا إلى 3 إقليم (برقه، فزان، طرابلس) ،كما أن طرحه للمبادرة في مؤتمر القاهرة يتماشى مع مخرجات برلين بما يعني أنه يريد أرجاع ليبيا إلى خمسينيات القرن الماضي، بدلاً من التقدم إلى الأمام.

وأضاف "الحجازي" أن هذا الواقع الأليم يفرض علي الليبيين التحرك ورفض هذا التوجه قبل أن يفرض من قبل الأجانب بالقوة بعد أن شاهدنا أجتماع اليوم بين عقيلة صالح والسفير الأمريكي في القاهرة، مطالباً بتحرك شعبي ضد التقسيم حتي لاتضيع دماء الشهداء الذين سقطوا دفاع عن وحدة الوطن.

واعتبر "الحجازي" أن الحديث عن الأقاليم الثلاثة يعد خيانة لليبيين عامة ولقوات الشعب المسلح التي تدافع عن الوطن منذ العام 1969 والتي تعد العمودي الفقري والعامل الأساسي في حماية سيادة الوطن بالكامل وحائط الصد ضد التقسيم.

وأضاف الحجازي أن الغرب يريد ليبيا مفككة ومقسمة لكي تسهل عملية استنزاف الثروات وخطة الأقاليم الثلاثة تهدف إلى التقسيم وأن كانت بشكل غير معلن ، أما بخصوص مقترح ( منطقة سرت منزوعة السلاح) فهي تعني النفط مقابل الغذاء بنفس سيناريو العراق، متسائلاً :" هل الشعب الليبي بكامل مدنة وقبائلة مع هذا المبادرة أي تقسيم ليبيا إلى أقاليم!! وهل عقيلة صالح طرح هذه المبادرة للأستفتاء الشعبي؟