في إطار صراع المليشيات والتصفيات الجسدية لليهمنة على العاصمة طرابلس وبعد أن استتب لهم الأمر على وقع هزيمة حفتر ونشوة الانتصار واجتياحهم لمدينة ترهونة وتهجير أهلها
جاء دور الصراعات البينية التي تأخذ أشكالا مدمرة ودامية في صراعهم على النفوذ والمال من خلال حكومة السراج المنبطحة المليشيات والتي تحظى بحماية المنتصر منهم في هذه الصراعات التي دمرت ليبيا عبر عشر سنوات من ممارسة الإرهاب اليومي والتدمير لمقدرات ليبيا ونهب أموال وثروات الشعب الليبي
وبعد يومان حادثة جنزور التي شهدت قتال عنيف بين مليشيات السراج الأزميري وبعضها أمام مرأى العالم أجمع ومسمعه، بدأت الأصوات تتعالى داخل معسكر مليشيات السراج الذي لم يكن يوماً من الأيام متماسكا، بل كان مليئاً بالثقوب والعورات والانشقاقات التي وصلت حد الاحتراب والتآمر أحياناً وهذا بشهادة مسؤولين داخل حكومة مليشيات السراج.
وكان آخر مظاهر هذا الخلاف ما أدرجه الإرهابي بمجلس شورى بنغازي "محمد النص" الذي غادر بنغازي مع عناصر الشورى وقاتل مع مليشيات السراج الأزميري ضد قوات حفترفي طرابلس ومدن المنطقة الغربية، حيث فتح "النص" النار على مليشيا الردع الخاصة وداخلية مليشيات حكومة السراج بسبب استمرار سياسات الردع القديمة المتمثلة في استهداف عناصر الشورى سواء من بنغازي أو درنة أو اجدابيا والزج بهم في السجون .
وكتب تدوينة على الفيسبوك لاقت رواجاً واهتماماً من النشطاء والمدونين المهتمين بتفاصيل الخلاف بين مليشيات مجالس الشورى وبين مليشيات الردع، وانتقد مليشيا الردع الخاصة واصفاً إياها بالفرقة المدخلية والعميلة للمخابرات الأجنبية، والجهة الممارسة للقتل ودق الأسافين في نكبة فبراير.
حديث "النص" كان حاداً ضد مليشيا الردع الخاصة، حيث قال إن الإجتماع الذي عقد بين فتحي "باشاغا وقادة في الأفريكوم" أعطى الضوء الأخضر للردع من أجل شن موجة جديدة من الاعتقالات ضد من وصفهم بالثوار تحت ذريعة انتمائهم لـ "داعش". وفي آخر كلامه المكتوب بلغة حانقة وغاضبة طالب رفاقه بالضغط من أجل حل مليشيا الردع الخاصة وإلا فليجهزوا أنفسهم لأن الدور القادم سيكون عليهم.
بدأت الخلافات تضرب صفوف المليشيات الإرهابية المسيطرة على العاصمة طرابلس وتظهر أكثر فأكثر، وهذا سوف يصعب من مهمة تسريحهم وسحب سلاحهم التي طالبت بها البعثة الأممية يوم أمس حين أبدت موقفها من خميس جنزور الدامي الذي راح ضحيته 12 شخصاً من مليشيات السراج الأزميري على يد آخرين من نفس المليشيات.