اهم الاخبار

لعقد صفقات سياسية أم مالية.. طائرة حفتر تتنقل بين تركيا “العدو” وأسواق الذهب العالمية

بقلم : 10 يوليو 2020

لعقد صفقات سياسية أم مالية.. طائرة حفتر تتنقل بين تركيا “العدو” وأسواق الذهب العالمية


أوج – القاهرة

أظهر موقع رادار بوكس المختص برصد حركة الطيران، انطلاق إحدى الطائرات الخاصة بخليفة حفتر من طراز فالكون 900، والتي تحمل رقم تسجيل “P4-FJA”، في عدد من الرحلات المتعددة الوجهات والتي يُحتمل أنها كانت لتسويق الذهب في تلك الدول، خاصة وأنها كثيرًا ما حطت في اسطنبول وفي مدينة بازل السويسرية حيث أكبر أسواق الذهب العالمية.

وأوضح رادار بوكس، في خريطة مسار رحلات الطائرة المذكورة، التي طالعتها “أوج”، أنه في 3 ناصر/يوليو الجاري، شوهدت الطائرة للمرة الأولى على شاشات الرادار مُنطلقة في رحلة بالقرب من طبرق ووصلت إلى مطار دبي الدولي في تمام الساعة 15:21 بتوقيت منطقة الخليج، وفي الساعة 19:43 بنفس التوقيت، انطلقت من مطار دبي حيث تم رؤيتها لآخر مرة بالقرب من مدينة العلمين بجمهورية مصر العربية.
ووفق موقع تعقب الرحلات الجوية، عادت الطائرة للظهور مرة أخرى على شاشات الرادار من جمهورية مصر العربية يوم 7 ناصر/يوليو الجاري، حيث هبطت في مطار عمان المدني بالأردن، والذي يعتبر حاليًا مقرًا رئيسيًا ومركز لعمليات شركات الأجنحة الملكية، والأردنية للطيران، والأجنحة العربية للطيران، وذلك في تمام الساعة 15:07 بتوقيت توقيت شرق أوروبا الصيفي.


وفي نفس اليوم، حلقت الطائرة من مطار عمان بالأردن في تمام الساعة 16:50 بنفس التوقيت الأوروبي لتهبط في مطار آل مكتوم الدولي في دبي والمعروف بمطار دبي ورلد سنترال في تمام الساعة 20:44 بتوقيت منطقة الخليج، مستغرقة ساعتين و54 دقيقة في رحلتها.

وفي نفس اليوم أيضًا، وفي تمام الساعة 21:27 بتوقيت منطقة الخليج غادرت الطائرة مطار آل مكتوم لتهبط في مطار البطين للطيران الخاص، والذي يعد أول مطار متخصص في مجال طيران رجال الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بإمارة أبوظبي، في تمام الساعة 21:49، مستغرقة 21 دقيقة فقط، ثم انطلقت الطائرة في رحلتها الأخيرة في هذا اليوم من مطار البطين في تمام الساعة 22:41 بتوقيت منطقة الخليج ليتم رؤيتها في نفس اليوم بالقرب من مدينة مرسى مطروح بجمهورية مصر العربية.

ورغم تصريحات خليفة حفتر المتكررة ضد النظام التركي، والناطق باسم قواته أحمد المسماري وقتل النظام التركي ومرتزقته السوريين لأفراد قواته، عادت الطائرة للظهور على شاشة الرادار في مدينة البيضاء، مُتجهة إلى مطار إسطنبول الجديد في تركيا، والذي تم نقل جميع رحلات الركاب التجارية إليه منذ 2018م، في 8 ناصر/يوليو الجاري، لتهبط في تمام الساعة 21:34 بتوقيت شرق أوروبا، ولتغادر اليوم قبل ساعات من مطار إسطنبول الجديد في تمام الساعة 17:42 وفق ذات التوقيت في رحلة لم تظهر وجهتها النهائية لكنها على الأرجح ستهبط في ليبيا.


وفي تلك الأثناء أثارت الرحلة الأخيرة إلى تركيا تساؤلات عديدة، بشأن قيام خليفة حفتر ببيع الذهب للأتراك رغم تصريحاته المعادية لنظام أردوغان، وكذلك في ظل ما تردد عن احتمالات وجود ممثلين بالطائرة لحفتر يتجهون إلى اسطنبول لعقد صفقات مع النطام التركي، خاصة وأن صدام حفتر الذي يحمل رتبة نقيب في قوات أبيه قد زار تركيا قبل محاولة أبيه الفاشلة في السيطرة على العاصمة طرابلس، حيث أكدت مصادر مطلعة لـ”أوج”، عقد لقاء بين صدام ومدير جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدال خلال الزيارة.

وتأتي تلك الرحلات المشبوهة، بعد أسابيع من رصد طائرة خليفة حفتر الخاصة طراز “داسو فالكون 900″، ورقم تسجيلها “P4-RMA”، وهي تقوم برحلة من مطار بنينا في بنغازي إلى مطار “سيمون بوليفار” بمدينة “مايكيتيا” القريبة من العاصمة الفنزويلية كاراكاس، وذلك عبر مطار أم التونسي الدولي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.
ونشرت الحسابات الراصدة لحركة الطيران، آنذاك قيام الطائرة بتفريغ شحنات في كاراكاس، حيث تم إفراغ 3 صناديق، يُشتبه في كونها تحوي ذهبًا.

وفي ذات السياق، أكدت مصادر مُطلعة أن صدام نجل حفتر، هو المسؤول والمشرف الأول على عملية تجارة الذهب والنفط الغير الشرعية، حيث سبق وأن كشف تقرير لجنة خبراء صادر عن الأمم المتحدة، عن تورّط صدام خليفة حفتر بسرقة أموال حكومية في نهاية عام 2017م، وذلك خلال عملية نفذتها مجموعة تابعة للكتيبة 106 للسيطرة على فرع مصرف ليبيا المركزي وسط مدينة بنغازي.

وهذه ليست المرة الأولى التي يرتبط فيها إسم صدام حفتر بتركيا، فقد أكد تقرير لجنة الخبراء الأممين تورطه في عمليات غير مشروعة لتهريب الخردة وبعض الوقود لتركيا العدو الأول لوالده.

وكشفت وثائق، عن مليار ونص ليرة تركية قيمة ما تحصل عليه صدام من بيع الخردة الليبية إلى تركيا، كما كشف مصدر بميناء البريقة التجاري أن هيئة الاستثمار العسكري التابعة لعملية الكرامة تقوم بتجميع الخردة الحديدية من مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرتها وتصديرها إلى ميناء أزمير التركي، وفق التقرير الأممي.

يذكر أن قادة عملية الكرامة اتهموا تركيا في أكثر من مناسبة بالتدخل في الشؤون الليبية الداخلية وبدعمها للجماعات الارهابية في ليبيا وتزويدها بالسلاح وتوفير المأوى والعلاج لعناصرها حيث وصف احمد المسماري الناطق باسم حفتر تركيا بأنها “حاضنة وداعمة الإرهاب في ليبيا”
.
وتأكيداً لما سبق وكشفت عنه “أوج” بشأن رحلات طائرة خليفة حفتر إلى فنزويلا، كشف مسؤولون أمنيون، أن حكومة الوفاق غير الشرعية، والولايات المتحدة، يحققان في الصفقات المشبوهة للذهب مقابل النقود بين فنزويلا وخليفة حفتر.

وذكر المسؤولون، وفق تقرير لـ”وول ستريت جورنال”، طالعته وترجمته “أوج”، أن حكومة الوفاق، قامت بمساعدة الأمم المتحدة والولايات المتحدة، بتتبع طائرة حفتر الخاصة، التي يُشتبه في أنها تحمل الذهب من فنزويلا إلى غرب إفريقيا، ومن هناك إلى أوروبا والشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا.

وكشفت أن النائب العام، فتح تحقيقًا في معلومات تشير إلى أن حفتر، يقايض الدولار الأمريكي مقابل الذهب الفنزويلي، وقال وزير الداخلية بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، إن التحقيق بدأ بناء على طلبه، مُتابعًا: “فنزويلا تخضع لعقوبات أمريكية، لذا علينا فتح تحقيق”.

ولفتت الصحيفة، إلى أن باشاغا ومسؤولون أمنيون غربيون، قالوا إن تقارير المخابرات تشير إلى أن المقربين من حفتر، نقلوا جوًا دولارات أمريكية إلى كاراكاس، موضحة أن مسؤول أمني أوروبي، قال إن حفتر قلق من احتمال تجميد حساباته إذا تعرض لعقوبات، ويفضل الحصول على الذهب الذي يصعب تعقبه.

ونقلت الصحيفة عن باشاغا ومسؤولو الأمن الغربيون، أن التقارير الأولية تشير إلى أن مساعدي حفتر سافروا مرارا إلى كاراكاس ، حيث يشتبه في أنهم قاموا بتحميل الذهب، الذي يبدو أنه تم شحنه إلى خزائن في سويسرا.

وأوضحت أنه في إحدى الرحلات، سافرت طائرة حفتر الخاصة في 24 الطير/أبريل الماضي، إلى كاراكاس قبل أن تسافر إلى سويسرا بعد ذلك بثلاثة أيام، وفقًا لتتبع الرحلات الجوية من “C4ADS”، وهي منظمة غير ربحية تقدم تحليلاً يعتمد على البيانات حول قضايا الأمن.

ووفقًا للمسؤولين، فإن العلاقة بين النظام الفنزويلي، وحفتر تم تعزيزها من قبل أمين اللجنة التنفيذية للحركة الشعبية الوطنية، الدكتور مصطفى الزايدي، الذي كشف لـ”وول ستريت جورنال”، أنه طور العلاقات مع الحكومة الفنزويلية، خلال أحداث النوار/فبراير 2011م، إلا أنه لم يعد على اتصال بأي من أعضائها.

ولفتت “وول ستريت جرنال”، إلى أن الزايدي، بعث رسالة دعم في الربيع/مارس الماضي، لـ”ديوسدادو كابيلو”، رئيس الجمعية التأسيسية الوطنية الفنزويلية، المطلوب من قبل الولايات المتحدة، لتورطه المزعوم في تهريب المخدرات.

وحسب التقرير، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تنظر في تتبع الرحلات، مما يشير إلى أن طائرة حفتر سافرت إلى “كاراكاس”، وقال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي، يوم 11 الصيف/يونيو الماضي: “لقد كنا نتتبع تلك التقارير حول رحلة حفتر إلى فنزويلا، وهذه المزاعم مقلقة”.

وبيّنت الصحيفة، أنه لم ترد وزارة الخارجية الأمريكية، على طلب للتعليق، كما لم يستجب ممثلو حفتر، ومكتب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لطلبات التعليق، مُستدركة: “إن حكومة مادورو غارقة في أزمة اقتصادية على نطاق واسع، والتضخم الجامح، وتسعى الولايات المتحدة إلى استبدال مادورو بخوان غوايدو، وهو حليف للولايات المتحدة، لكن نظام مادورو عانى حتى مع تفاقم جائحة كورونا، وانهيار أسعار النفط من تأثير حظر النفط الأمريكي على صادراته الرئيسية”.