اهم الاخبار

كنت واهما

بقلم : بقلم:عمر بوشريدة 16 أبريل 2020

 

عندما اعتقدت ان مشاهد الحرق والقتل والسحل والتهجير وانتهاك الحرمات التي اصابتنا في 2011  لن تتكرر  بنفس ضراوتها مرة اخري بعد أن رأي الجميع ما فعلته من مأسي في بعض أبناء شعبنا
وكنت واهما أيضا  عندما اعتقدت ان النتائج المأساوية لقوانين العزل السياسي والحراسة والتهميش  والأقصاء ونتائجها علي النسيج الاجتماعي الليبي ستسهم في عودة الضمير الجمعي أو علي الأقل قليل من الندم الذي تفرضه الطبيعة البشرية ..
لكن ما حدث وبشكل مشابه بعد عقد من الزمن في صبراته وصرمان جعلني أشعر بمرارة أن يمتد بك العمر لتري مصابك يتكرر  مع اخوة لك في وطنك بشعارات مختلفة  هده المرة ..
وكنت واهما عندما اعتقدت ان طاولة الحوار والدعوة للمصالحة وجبر الضرر  وقانون العفو العام يمكن له أن يسهم في إعادة الدولة المختطفة والمنتهكة فقط بمجرد أن يؤمن بها بعض الخيرين منا ..

يبدوا ان الأزمة اكثر تعقيدا مما نتوهم  وهي تتجاوز محاولاتنا البريئة والسادجة  بأن ما حدث لايعدوا أن يكون أزمة سببتها مؤامرة خارجية .. 

نحتاج الي طرح تساؤلات اكثر جراءة وأكثر إيلاما تمس التابوهات والمقدسات وأوهام التوابث حول الهوية والتاريخ والايدلوجيا  ومفاهيم العيش المشترك والديمقراطية والدولة الوطنية والبطولة والشرف وووووو
قد ننجح في إيجاد حل توافقي يفرضه علينا الإنهاك المشترك وتفرضه  علينا الإرادات الدولية التي تحتاج وفقا  لمصالحها أيجاد حل يحفظ هذه المصالح ، لكنه حتما  لن يكون إلا حقنة مورفين للتهدئة لنعود لنفس الحال في دورة  زمنية جديدة
مالم نجد إجابات حقيقة للأسئلة المحرجة .. 
 
نحتاج فعلا لدراسات معمقة في السيسالوجيا والانتربولوجيا وربما الميثالوجيا والتي تشكل جزء كبير من اوهامنا التي جعلت من اساطيرنا  المتوارثة  حقائق لا يوجد لها مايتبثها لا ماضيا ولا حاضرا ، ينتظرنا الكثير من العمل إذا أردنا  أن نخرج أنفسنا من هده الحالة المعيبة والمقرفة ..