اهم الاخبار

الفرار إلى جهنم فى زمن الكورونا

بقلم : ⁦⁩ بقلم :مفتاح درباش 15 أبريل 2020

 

 

لعل الكثير منا قرأ قصة الفرار إلى جهنم والتى كتبها الأديب معمر القذافى ، و البعض لم يفهم اى جهنم يقصدها الكاتب فهناك من اعتقد أنه يقصد جهنم التى وعد الله بها خلقه من الجن و الانس ، و والذين عصوا الله فيما آمر و كفروا به ...

أن جهنم المقصودة من هذا الادراج و قبل هى ( قارة جهنم) وهى مكان فى الصحراء تقع فى منتصف المسافة بين سرت وودان ، لا أعرف لماذا سميت بهذا الاسم، و لكن كل من يلجأ اليها فهو أمن و من جلس فى شعابها و هضابها يشعر بالطمأنينة ، ففى قارة جهنم لا تشاهد حمم تحمل الموت الزوءام .

كما نشاهد اعداد الموتى الكورونى فى شاشات التلفاز و لا تشاهد قتال الأخوة بعضهم لبعض

وهم يكبرون و يهللون ، ففى صحراء جهنم تتذكر خالق الكون و قصة سيدنا موسى عندما تاه فى الصحراء و ترك أهله وذهب للوادى ليتأكد من النور الذى يراه فى ظلمته فأذا بالله يخاطبة "و ما تلك بيمينك ياموسى قال إنها عصاى اتوكا عليها واهش بها على غنمى و لي فيها مآرب أخرى " ففى جهنم هذه ترجع إلى نفسك و تخاطبها و تلومها و تلومك بعيدنا عن الدنيا و ملذاتها ......

فى وادى جهنم يتعدل المزاج و تشعر بهناء البال و العالم حولك فى أسوأ حال ، فالداخل إلى قارة جهنم من ناحية الشرق عليه أن يحيى الشهيد البطل الجالط و الذى غدر به فى مدخلها ، حيث تجد ( قليب الجالط) كما سمى فيما بعد و هو المكان الذى تحصن فيه مع ابنتيه عندما طارده الإيطاليين و أعوانهم من الليبيين ، و تم محاصرتة و قاتلهم حتى نفذت ذخيرته و تم آسر بناته، و مازالت شواهد المعركة و القبور فى عين المكان ، و لقد تم تكريم هذا المجاهد من قبل كاتب قصة الفرار الى جهنم و سمى مسدس باسمه و كما حمل اسمه بعض المرافق العسكرية ،....

اما الداخل إلى جهنم من ناحية الجنوب فعليه أن يصلي ركعتين فى مسجدها و الذى بنى فيها يوما ما ، و أن يدعى الله بأن الشمس سوف تشرق فى موعدها ، وأن النور سوف يعم الكون غدا ، وأن يآذن فى الناس علانية هذا وقت قيامتنا ....

لقد تذكرت هذا القول عندما دخلت إلى قارة جهنم و تذكرت الاسير الشيخ الحكيم عندما التقيته يوما ما فيها صدفه و تذكرت ما كتبه فى مقال له بعنوان ..حان و عد قيامتنا..حيث كتب ..يتأوه أسرنا من آلم ...وكل الوطن غدا سجنا _كما بغداد_و كل الإسلام آسير مربوط المعصم ...الأسرى ليسوا فى سجن المحتل ...بل سجن المحتل بنا آرحم ...!!!!

فى جهنم تجد شواهد وأثر لمن مر بها أو أقام فيها لفترة من الزمن ، بدء من أولاد هلال فى تغريبتهم إلى اهلنا و اجدادنا اللذين رفضوا الانصياع إلى العثمانيين أو الإيطاليين.....

و تجد فى جهنم قطعان الأغنام فى مرعاها فى الشعاب و الهضاب، كما تجد الأبل على سفوح الجبال متناثرة ، و لا تجد أثر إلى رفيق الابل من الغزلان لانها انقرضت بفعل الصيد الجائر ، اما الهاوى للصيد سوف يجد فريسته من الأرانب الصحراوية .....

لكن جهنم هذه ، عكس جهنم الموعودة من الله ، لا يدخلها إلا الصادق الأمين و الشريف العفيف ، فهى محرمة على غيرهم من القتلى و المجرمين و المارقين و المأجورين و المنافقين و الخونة و العملاء من بياع الأوطان و الشعوب ، و هى محرمة حتى على من امتكلته اميلكا و أصبح عونا لها و خبير للاجهزتها و اغرته بإموالها و قوتها و زيف شعاراتها الرأسمالية ، فهؤلاء فى سموم و حميم و ظل من يحموم ...

فى زمن كورونا ننصحكم ايها الانقياء الأوفياء الصادقين و الشرفاء أن تفروا إلى جهنم و لا تخافوا و سوف تحميكم من كورونا واتباعها و من ينقل اليكم العدوى ، فلا وجود للاوشان فيها و لا ماركس اسبنسر و لا ازارا و لا حتى ستى ستارز و لا إلى ابراج دبى و لا مول العرب و لا كارفور و الاازدا ، و غيرها من الأماكن المزدحمة و التى تم قفلها بسبب فايروس لا يري بالعين ، و انما سوف تجدون فى جهنم السدر المخضود و الطلح المنضود و الرتم المخظور و فيها ليلها ترى مواقع النجوم فتسبح بإسم ربك العظيم بكرة و اصيلا......

فهل حان وعد قيامتنا و الفرار إلى جهنم ؟!!!!! مرفق لكم صور من فرارى إلى جهنم القارة .