اليوم الذكرى 17 لسقوط بغداد وضياع العراق العظيم في 9.4.2003 ، جاءها المبشرون بالديمقراطية بالمدافع والطائرات والأسلحة البيولوجية والكيماوية والقنابل العنقودية واليورانيوم المخصب والضربات النووية التكتيكية المحدودة .
يوم 5.4.2003 سحقت القوات الامريكية سحقا لم يشهد له مثيل ، أبيدت كل القوات الامريكية في مطار بغداد عن بكرة ابيها على يد النشاما من قوات النخبة الخاصة للحرس الجمهوري ، وهذه المعركة بالذات من المسكوت عنها الى الان ، فلم يعد امام الامريكان من حيلة فقد سقطت في ايديهم كل امكانية احتلال مطار بغداد بالسلاح التقليدي ، لم يعد بوسع الامريكان الا بستخدام سلاح نوعي اخر وهنا تختلف الروايات ، استخدمت امريكا ، ضربة نووية محدودة التي اذابت وصهرت اسلحة قوات النخبة الخاصة للحرس الجمهوري ، أو استخدامت قنابل اليورانيوم المخصب أو السلاح الكيماوي لحسم معركة مطار بغداد بالسلاح المحرم دوليا ..
اليوم تمر قرابة العشرون سنة ولم نشهد من الديمقراطية الا اكذوبة التي هلل لها الامريكان العلوج ، فالعراق من الديمقراطية الموهومة لايجد الكهرباء منذ سنوات طويلة المواطن العراقي يموت ويجوع ويذل ويقهر ، يعيش حياة البؤس واليأس .. لقد أحدثت الحكومات العميلة المتعاقبة خلل في بنية المجتمع العراقي ، دمروا الاخلاق وأشاعوا الفاحشة بسياسات الافقار الممنهج وتعميق الفوارق الطبقية بين الشعب العراقي بينما مئات بل الالاف من المليارات من الدولارات نهبت وسلبت وسرقت في وضح النهار دون حسيب أو رقيب وحكومات وبرلمانات وساسة يتقاسمون غنائم النفط والمشاريع الوهمية ، انتجوا واقع طائفي ومذهبي متخلف وجاهل تتغذى منه الصراعات وتهان فيه الاثنيات ، هذا العراق يرزح تحت وطأة وسطوة ارهاب الزرقاوي والبغدادي وسكين داعش ومفخخات القاعدة التي دمرت بسببهم المدن ، كما انتهكت أعراض الرجال والنساء في السجون التي تديرها القوات الامريكية ومن منا لا يعرف انتهاكات سجن أبوغريب المخزية في صور من ابشع صورة امتهان كرامة الانسان والفتك بشرفه وعفت نساءه واذلال رجاله .
فضائع وجرائم ومجازر ارتكابتها القوات الامريكية والبريطانية في حق الشعب العربي في العراق الحضارة ، فكلنا يذكر الجريمة المروعة في ملجاء العامرية الذي لجاء له المدنيين العزل من اطفال ابرياء قطعت اجسادهم الضعيفة البريئة ونساء وشيوخ ورجال ، صورة بشعة ومخزية تلحف بها جبين الانسانية الذي يدعى التمدن والحضارة وحقوق الانسان ، ومن منا لم يرى مهزلة محاكمة القديس صدام حسين الذي ذبح في العيد الاضحى .
وبين عامي 2003 في العراق و 2011 في ليبيا تكرر ذات السيناريو بكل إسقاطاته..
لقد بداء العدوان الامريكي البريطاني على العراق في ليلة 19.3.2003 وبعد مضي ثماني سنوات جاء العدوان على ليبيا يوم 19.3.2011 ، يغتال صدام حسين الذي وصفه القائد معمر القذافي بالقديس رغم الاختلاف والخلاف الفكري والسياسي مع الشهيد صدام حسين ، واغتيل القائد الشهيد الصائم معمر القذافي ، وها هي ليبيا تعيش ذات الظروف بنفس التفاصيل في ظلام دامس وحالك وداعش والقاعدة وافقار وتجويع وإذلال واغتصاب وانتهاك للحرمات أن مجرمين الذين حكموا ويحكمون العراق بعد عدوان 2003 أتت بهم لحكم العراق دبابات الغزو الامريكي البريطاني ، وكذلك المجرمين الذين تناوبوا على العمالة ويحكمون ليبيا اتو على اجنحة الرفال الفرنسية والغزو الصليبي لحلف الناتو في حرب كونية جندت لها 48 دولة ، استمرت 8 شهور ، الفارق بين بغداد وطرابلس ان بغداد اسقطت في غضون اسبوعين وطرابلس اسقطت بعد مضي 8 شهور ، وهنا يكمن الفارق الاستراتيجي في فلسفة المواجهة وأساليبها ، فرغم بسالة وشجاعة الجيش العراقي ، الا أن نظرية وفلسفة الشعب المسلح هي التي حيرت وجرت اكبر حلف عسكري شهده التاريخ الحديث بالتفوق الزمني للمواجهة غصبا عن ارادة الحلف مما أحرج جنرالات حلف الناتو الذي بداء كنمر من ورق فلولا الخيانة ما استطاع حلف الناتو ان يكمل حملته العسكرية فالنصر لايحسب للناتو ، انما يحسب للخيانة دون غيرها .
الان وفي هذه الايام التي تجتاح فيها جائحة فيروس كورونا التي جعلت من امريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وغيرهما من دول العدوان على العراق وليبيا ، اعجاز نخل خاوية تبدوا عاجزة منهكة ، وجعلت من عواصمهم التي صنعت فيها قرارات الجريمة تلو الجريمة ، مصروعة بجبروت ط فيروس ضئيل الحجم شرس وفتاك ، عواصم نراها مهجورة مظلمة وكأنها مدن من القرون الغابرة حيث لاحياة لمن تنادي . فلا تحدثونا عن الانسانية ،فهذا ثأر صنع بارادة العدالة الالهية التي لا تضيع عندها ودائع الحقوق بالتقادم .. المجد للشهداء ، معمر القذافي ، المعتصم بالله ، خميس ،سيف العرب ، صدام حسين ،عدي ، قصي ، مصطفى